ستخلد في التاريخ أن ملوك ورؤساء العالم أصابهم الذهول عند رؤية أعظم وأغلي قطعه أثرية في “التاريخ المتحف المصري وعندما تقوم مصر بعمل أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة يبقى دي مش ذكرى تاريخ تكون رسالة للمستقبل.
ونعلم ان مشروع المتحف الكبير يعد اكبر حدث في التاريخ الحديث لأن مصر بتصنعه والسؤال هنا عندما شاهدنا هذا الصرح لازم تسأل نفسك إزاي أجدادك وصلوا للقوة دي؟ هنا نؤكد ونري نفس الروح جوانا؟ …
لقد أورّثنا القدرة واستطعنا ان نبني مجد بالعقل، والإيمان، والمشاعر الثابتة … فوقف العالم يتفرّج عليها بعظه ودهشة انها مصر وقياده مصر .
واليوم يقف المتحف المصري الكبير، بحوار الأهرامات الشامخة، يضم أكتر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية بتحكي أسرار أعمق حضارة عرفتها البشرية كأكبر صرح أثري في العالم مُخصص لحضارة واحدة، وشاهدًا ليس فقط على ماضي مصر الغني، بل كقوة دافعة ومحورية في حاضرها ومستقبلها.
إنه ليس مجرد مبنى يضم مقتنيات أثرية، بل هو صرح حي للحضارة الإنسانية، يعمل كجسر بين الأمس واليوم، ومحرك رئيسي للاقتصاد الوطني ومرتكز أساسي لـمكانة مصر العالمية على الساحة الثقافية والسياحية، خاصة مع الافتتاح التاريخي الذي اتجهت إليه أنظار العالم. وهذا يتطلب استيعاب العلاقة المتشابكة بين الثقافة والتراث والاقتصاد والسلطة الناعمة
فمن الناحية الثقافية والتاريخية، يُعد المتحف الكبير الآن هو الوجهة الرئيسية وخزانة مصر الأم للكنوز الأثرية التي غيّرت فهم العالم للتاريخ البشري. فبعد أن كان المتحف القديم في ميدان التحرير يوفر بانوراما غنية للحياة المصرية القديمة، فإن المتحف الكبير يضاعف هذه القيمة بعرض كنوز توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، بالإضافة إلى مقتنيات أخرى ضخمة ومبتكرة.
و هذا الانتقال والافتتاح التاريخي يرسّخ في وعي العالم أن مصر هي مهد الحضارات بلا منازع. هذا الإرث الرمزي الهائل هو ما يُعلي من شأن الدولة المصرية في المحافل الدولية، ويمنحها ثقلًا ثقافيًّا لا يمكن لأي قوة اقتصادية أو عسكرية أن تشتريه. فالحضارة هنا هي القوة الناعمة الأعظم، التي تفتح الأبواب أمام التعاون الدولي، وتجذب البعثات الأثرية، وتُشرك مصر بفعالية في حوارات حفظ التراث العالمي.
ويترجم هذا التأثير الثقافي بشكل مباشر إلى أثر اقتصادي عميق ومتعدد الأوجه، فالمتحف الكبير هو المغناطيس السياحي الأقوى عالمياً، زيارته ليست مجرد جزء من الرحلة، بل هي غالبًا السبب الرئيسي لوجود ملايين السياح في مصر.و هذا التدفق السياحي يمثل شريان الحياة لقطاع السياحة،و أكبر مصادر العملة الصعبة التي تغذي احتياطي البلاد. إن كل سائح يزور المتحف ينفق ليس فقط ثمن تذكرة الدخول، ولكن ينفق أيضًا على الإقامة في الفنادق، واستخدام وسائل النقل المختلفة، وتناول الطعام، والتسوق، مما يولد تأثيرًا مضاعفًا (Multiplier Effect) في الاقتصاد، حيث تُعاد دورة الأموال لتدعم قطاعات أخرى وتخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وبعد افتتاح المتحف المصري الكبير اصبح سفير دائم لمصر. وقد تضاعفت هذه القوة بشكل هائل مع الافتتاح التاريخي بحضور غير مسبوق لقادة العالم، من ملوك ورؤساء دول وحكومات، يمثلون عشرات الوفود الرسمية. هذا التمثيل الدولي الرفيع يجسد تقدير العالم لرؤية الدولة المصرية الطموحة التي تجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر، ويؤكد على المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري وثقافي يجمع بين شعوب العالم. لان المتحف الكبير يمثل استراتيجية قومية طموحة لإعادة تعريف التجربة المتحفية، وعرض الحضارة المصرية بأسلوب القرن الحادي والعشرين.
وختامًا، إنه يمثل تلاقيًّا فريدًا بين التراث والإيراد؛ بين القيمة التاريخية والثروة الاقتصادية. من خلال الحفاظ على هذه الكنوز وعرضها بكرامة ومهنية، تؤكد مصر على هويتها الفريدة وتُرسخ مكانتها كـقوة ثقافية عظمى، مما يدعم استقرارها الاقتصادي ويعزز نفوذها الدبلوماسي.ويصبح نموذج يُحتذى به عالميًا يوضح كيف يمكن للحضارة أن تكون محركاً للتنمية الوطنية المستدامة.

