خطوة مهمة تعكس قوة الدبلوماسية المصرية وحضورها الفاعل في الساحة البحرية الدولية، حيث يمثل فوز مصر بمقعد داخل المنظمة البحرية الدولية تعزيزًا لدورها في تطوير الموانئ والملاحة عالميًا، وتتويجًا لجهود الدولة في دعم التجارة البحرية وتأمين خطوط النقل الإستراتيجية. ويأتي هذا النجاح كامتداد لتحركات ملموسة للدولة نحو تحديث منظومتها البحرية ورفع تنافسية موانئها على المستوى الإقليمي والدولي.
ويتزامن هذا الإنجاز مع توسع مصر في تطوير خدمات الموانئ وبرامج تموين السفن وفق أعلى المعايير العالمية، خاصة مع دخولها في مرحلة جديدة تعتمد على توفير وقود منخفض الكربون للصناعة البحرية. وقد شهدت الموانئ المصرية مؤخرًا تنفيذ أول عملية تموين بالميثانول الأخضر في ميناء شرق بورسعيد، في تجربة تعد الأولى من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط، ما يعكس انتقالًا حقيقيًا نحو دعم النقل البحري المستدام وتقليل الانبعاثات الملوِّثة. وتواصل الدولة العمل على مشروعات مستقبلية لزيادة استخدام الوقود النظيف، ومن ضمنها التوسع في إنتاج وتوريد الميثانول الأخضر، مع وجود توجهات بحثية ودراسات نحو استخدام الأمونيا الخضراء كوقود بحري بديل في المستقبل، بما ينسجم مع متطلبات خفض البصمة الكربونية عالميًا.
إن نجاح مصر في الجمع بين التمثيل الدولي والتقدم التقني في منظومة الوقود الأخضر يضعها أمام فرصة استراتيجية لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتموين السفن العابرة لقناة السويس بوقود منخفض الانبعاثات، وللعب دور أكبر في تشكيل سياسات الملاحة المستقبلية وبناء منظومة
لوجستية أكثر قدرة على مواكبة التحولات العالمية

