8 ديسمبر، 2025
مقالات

دكتور ياسر بغدادي يكتب: من مصر للبترول إلى اوابك… مسيرة مهنية صنعتها الخبرات

لا أدري لماذا أكتب هذا الآن، لكن تظل شركة مصر للبترول جزءا راسخا من مسيرتي المهنية ومن الذاكرة التي لا تغادرني مهما ابتعدت عنها، فهذه الشركة العريقة تعد إحدى قلاع الصناعة البترولية في مصر، ومن أوائل شركات تسويق المنتجات البترولية في منطقة الشرق الأوسط، وهي امتداد تاريخي لمنشآت شركة شل العالمية قبل تأميم قطاع البترول في مصر عام 1964، لتصبح بعد ذلك مصر للبترول التي عرفناها جميعا بدورها الوطني المؤثر.

وقد لعبت الشركة دورا مهما عبر تاريخها في تأمين إمدادات الوقود داخل البلاد تحت إشراف وزارة البترول، خاصة خلال الأزمات والأحداث الاستثنائية التي مرت بها مصر، محافظة على استقرار سوق الوقود وداعمة لاحتياجات المواطنين والقطاعات الحيوية. وتمتلك الشركة اليوم شبكة واسعة تضم نحو 873 محطة منتشرة في مختلف المحافظات، مما يجعلها أحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة الطاقة في مصر.

بدأت رحلتي مع مصر للبترول في عام 1995، قادما من شركة شل مصر، وكانت نقلة استغربها الكثيرون آنذاك. تمت المقابلة في فترة الدكتور حمدي أبو النجا رحمه الله، مدير عام الشؤون الفنية، حيث جرت المقابلة في مكتبه دون سابق معرفة، لكنه اقتنع بي وأوصى بتعييني في إدارة مراقبة الجودة. ورغم قصر مدة عملي، فقد كانت تلك الفترة ذات أثر كبير في تشكيل بداياتي المهنية.

كان لي شرف التتلمذ على أيدي نخبة من الرواد: السيدة عفاف أنيس، والدكتور أحمد سالم، والدكتور محمد محمود، والدكتورة وداد عبد العظيم، وغيرهم ممن تعلمت معهم معنى الإدارة الحقيقية وقيمة الإلتزام والعمل بروح الفريق. ولا أنسى أيضا الدور الكبير للمهندس سيد بكري الذي كان له الفضل في ترتيب اللقاء مع الدكتور حمدي أبو النجا، ودعمه ومساندته لي عند قدومي من الأسكندرية لبدء مهام عملي في شركة شل مصر. ومع مرور الوقت أحببت عملي داخل الشركة، وانتقلت بين مهامها المختلفة، قبل أن تمتد رحلتي لاحقا إلى شركة توتال فينا إلف، ثم إلى الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات عام 2013، وصولا إلى منظمة أوابك. ورغم تنوع هذه المحطات، تبقى البداية دائما هي مصر للبترول.

وفي الختام ، لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكافة زملائي ومديريّ خلال مسيرتي المهنية . فقد كان لدعمهم وتعاونهم ومعرفتهم أثر كبير في ما اكتسبته من خبرات وما بنيته من مسار مهني امتد لسنوات طويلة. وستظل تلك المرحلة جزءا عزيزا لا ينسى، وبداية راسخة لكل ما جاء بعدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *