4 فبراير، 2025
البترول

روسيا تسعى للهيمنة عالميا في قطاع الطاقة النووية

تعمل روسيا على بناء أكثر من 10 وحدات نووية في الخارج، حيث تسعى لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن الذكاء الاصطناعي والأسواق النامية، وفقًا لما ذكره مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين. وتكثف موسكو جهودها لتعزيز نفوذها العالمي من خلال توسيع أسطولها النووي، حيث يجري بناء محطات في بلدان مثل بنغلاديش، الصين، مصر، الهند، إيران، وتركيا. وقد عززت روسيا دورها كمزود رئيسي للطاقة النووية رغم العقوبات الشديدة المفروضة على قطاع النفط والغاز بعد غزو أوكرانيا، بحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” اطلعت عليه “العربية Business”. قال الممثل الخاص للكرملين للتعاون الدولي في مجال الاستدامة، بوريس تيتوف، إن البلاد تسعى لترسيخ مكانتها كواحدة من أكبر بُناة محطات الطاقة النووية الجديدة في العالم. وأشار إلى أن روسيا تتوقع طلبًا قويًا على الطاقة النووية من البلدان النامية التي تسعى إلى مصادر طاقة أنظف، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات. وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا العام أن تزيد القدرة التوليدية للطاقة النووية في العالم بنسبة 155% لتصل إلى 950 غيغاوات مطلع عام 2050. تتوسع محفظة روسيا النووية في الخارج، والتي تشمل بناء المفاعلات، توفير الوقود، والخدمات الأخرى، لتغطي 54 دولة، وفقًا لمقال نُشر العام الماضي في مجلة “Nature Energy ” بواسطة المعهد النرويجي للشؤون الدولية. أشار تيتوف إلى محطات مثل “باكس 2” في المجر، بالإضافة إلى وحدات في بنغلاديش وتركيا. ومن المتوقع أن تبني روسيا محطة تضم مفاعلات صغيرة في أوزبكستان، كما وقعت اتفاقًا مع المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو في عام 2023. وأفادت صحيفة “فايننشال تايمز” هذا العام بأن روسيا تشارك في أكثر من ثلث المفاعلات الجديدة التي تُبنى على مستوى العالم. حاولت الحكومات الغربية تقليل الهيمنة النووية الروسية، حيث حظرت الولايات المتحدة استيراد اليورانيوم المخصب من روسيا في مايو/أيار الماضي. وباستثناء المجر، وقعت معظم دول شرق أوروبا عقودًا مع شركة “وستنغهاوس” الأميركية للحصول على الوقود المصمم من جهة أخرى، تبحث العديد من الدول النامية في اعتماد الطاقة النووية لتلبية متطلبات الطاقة النظيفة، مما يوفر المزيد من الأسواق المحتملة لروسيا. صرح وزير الموارد الطبيعية والاستدامة البيئية في ماليزيا، نيك نازمي نيك أحمد، لصحيفة “فايننشال تايمز” بأن بلاده تدرس إدخال الطاقة النووية. وفي قمة المناخ “COP29” التي عُقدت في أذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني، قال جيك ليفين، مدير المناخ والطاقة في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن واشنطن قلقة بشأن توجه الدول إلى الصين أو روسيا للحصول على الطاقة النووية. وأكد أن التنافسية العالمية في هذا القطاع تُعد “قضية كبيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *