6 يوليو، 2024
مقالات

شحاته زكريا يكتب: «مصر نحو مستقبل أخضر» .. خطوة جبارة نحو مستقبل الطاقة النظيفة

 

في خطوة تاريخية تضع مصر على عرش الابتكار في مجال الطاقة النظيفة ، شهدت القاهرة حدثا فارقا يبشر بفجر جديد للاقتصاد الأخضر .. فعلى هامش مؤتمر الاستثمار المصري – الأوروبي المشترك ، وقعت جامعة النيل ومنظمة الهيدروجين الأخضر GH2 اتفاقية طموحة لإنشاء مركز دولي للهيدروجين الأخضر ، في حضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور.

هذه اللحظة الفارقة ليست مجرد توقيع على ورق ، بل هي إشارة انطلاق لسباق مصر نحو مستقبل مستدام ونظيف. فالهيدروجين الأخضر ، هذا الوقود السحري الذي يبشر بثورة في عالم الطاقة ، أصبح الآن في قلب استراتيجية مصر للتنمية المستدامة.

تخيلوا معي مصر وقد تحولت إلى واحة خضراء تنبض بالحياة ، حيث تغذي الطاقة النظيفة مصانعنا ، وتنير مدننا، وتحرك وسائل نقلنا .. هذا ليس حلما بعيد المنال ، بل هو مستقبل قريب نحن على أعتابه الآن .. فمع هذا المركز الدولي ، تضع مصر قدمها بقوة على خريطة الطاقة العالمية، ليس كمستهلك فحسب ، بل كمنتج ومصدر رئيسي للهيدروجين الأخضر.

لكن الأمر لا يتوقف عند حدود الطاقة النظيفة. فهذه الخطوة الجريئة تحمل في طياتها وعدا بمستقبل اقتصادي مشرق. تخيلوا آلاف الوظائف الجديدة التي ستُخلق ، والاستثمارات الأجنبية التي ستتدفق ، والتكنولوجيا المتقدمة التي ستنقل مصر إلى مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة المستدامة.

إن هذا المركز ليس مجرد مؤسسة بحثية ، بل هو منارة للمعرفة والابتكار .. سيعمل على بناء قدرات الشباب المصري، وتطوير الخبرات المحلية ، ونقل التكنولوجيا المتقدمة. وبذلك ، لن تكون مصر مجرد مستورد للتكنولوجيا ، بل ستصبح مصدرا للخبرات والحلول في مجال الطاقة النظيفة لكل أفريقيا والشرق الأوسط.

نحن نقف اليوم على عتبة عصر جديد ، عصر يمكن أن نسميه “العصر الأخضر المصري” .. فمع كل خطوة نخطوها في هذا الاتجاه ، نضمن لأطفالنا وأحفادنا مستقبلا أكثر نظافة وصحة واستدامة .. نحن نزرع اليوم بذور شجرة وارفة الظلال ، سيستظل بها الأجيال القادمة.

إن التحدي كبير ، والطريق طويل ، لكن العزيمة المصرية أقوى .. فلنتكاتف جميعا ، حكومة وشعبا ، مؤسسات وأفرادا، لنجعل من هذا الحلم الأخضر حقيقة ملموسة .. فمصر التي أنارت العالم بحضارتها قديما. ها هي اليوم تستعد لإنارته مجددا ، ولكن هذه المرة بطاقة نظيفة ومستدامة.

مع كل شروق شمس على أرض الكنانة ، يقترب حلم مصر الخضراء من التحقق .. فلنكن جميعا جزءا من هذه الثورة الخضراء ، ولنكتب معا فصلا جديدا في تاريخ مصر العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *