6 يوليو، 2024
الغاز الطبيعي مقالات

شحاته زكريا يكتب: من أنت لتحكم على الآخرين …دعوة للتركيز على تحسين الذات

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي ، أصبح من السهل جدا أن نقع في فخ المقارنة وإصدار الأحكام على الآخرين .. نرى صورا ومقاطع فيديو لحياة الناس ونبدأ في تقييمهم وتصنيفهم .. لكن هل هذا هو دورنا في الحياة؟ هل نحن مؤهلون حقا لنكون قضاة على أخلاق وسلوكيات الآخرين؟

لنتوقف لحظة ونفكر .. من نحن لنحدد من هو الأفضل عند الله؟ إن ميزان الحسنات والسيئات ليس بين أيدينا ، بل هو عند الله وحده .. كل منا مسؤول عن أعماله فقط وعلينا أن نركز على تحسين أنفسنا بدلا من محاولة تقييم الآخرين.

إن الشريعة الإسلامية واضحة في تحديد ما هو حلال وما هو حرام .. لا يوجد ما يسمى بـ “حرام قليلا” أو “حرام يمكن التغاضي عنه”. علينا أن نفهم أن الالتزام بالشريعة ليس أمرا انتقائيا ، بل هو منهج حياة متكامل.

من المهم أن ندرك أن الجميع يخطئ ، فنحن بشر في النهاية. حتى أكثر الناس التزاما بالدين قد يقعون في الخطأ. هذا لا يعني أن نتخذ من أخطاء الآخرين ذريعة لتبرير تصرفاتنا الخاطئة. بدلا من ذلك ، علينا أن نتعلم من هذه الأخطاء ونسعى جاهدين لتحسين أنفسنا.

دورنا الحقيقي في المجتمع هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس إصدار الأحكام على الأشخاص .. علينا أن نركز على الأفعال وليس على الأفراد .. فبدلا من القول “هذا الشخص سيء”، يمكننا القول “هذا الفعل خاطئ”. هذا النهج يساعدنا على معالجة المشكلات دون إيذاء مشاعر الآخرين أو تحطيم معنوياتهم.

من المهم أيضا أن نفهم أن التقوى والصلاح أمور باطنية لا يمكن الحكم عليها من المظهر الخارجي فقط .. فقد يكون شخص ما ملتزما بالمظهر الديني لكنه يرتكب أخطاء في الخفاء، وقد يكون آخر غير ملتزم بالمظهر لكنه يتمتع بقلب نقي وأخلاق عالية .. الله وحده هو العليم بما في القلوب.

علينا أن نكون حذرين من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تفكيرنا. فهي قد تدفعنا إلى التركيز على مقارنة أنفسنا بالآخرين بدلا من العمل على تطوير ذواتنا .. يجب أن نتذكر دائما أن ما نراه على هذه المنصات هو مجرد جزء صغير من حياة الناس ، وليس الصورة الكاملة.

في النهاية ، علينا أن نركز على تحسين أنفسنا وأن نكون قدوة حسنة للآخرين .. بدلا من إضاعة الوقت في تقييم الآخرين ومقارنة أنفسنا بهم ، دعونا نستثمر هذا الوقت في تطوير مهاراتنا وتعميق فهمنا لديننا وتحسين علاقاتنا مع من حولنا.

لنتذكر دائما أن الله وحده هو الحكم العدل ، وأن دورنا في هذه الحياة هو السعي للخير والعمل الصالح ، وليس الحكم على الآخرين. فلنجعل شعارنا “كن أفضل نسخة من نفسك” بدلاً من “كن أفضل من غيرك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *