وصلت شحنة من النفط الروسي من شركة “روسنفت” (Rosneft) الخاضعة لعقوبات أميركية إلى المياه الصينية بعد رحلة طويلة ومتعرّجة تضمنت عملية نقل نادرة للنفط بين ناقلات قبالة الهند، وتوقفاً قصيراً قرب كوريا الجنوبية.
الناقلة “فورتس” (Fortis)، التي تحمل شحنة تُقدَّر بحوالي 700 ألف برميل، رست قبالة ميناء ريزهاو على الساحل الشرقي للصين يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.
أُدرجت جميع أرصفة الاستيراد في الميناء باستثناء رصيف واحد في القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة بسبب التورط في تجارة النفط الإيراني.
حالة عدم يقين في تجارة النفط الروسي
تسلط رحلة الأسابيع الإحدى عشرة التي قطعتها شحنة الخام التابعة لـ”روسنفت” الضوء على حالة عدم اليقين التي سببتها العقوبات الأميركية في تجارة النفط الروسي، حيث يسعى المشترون إلى تفادي الرقابة المتزايدة من واشنطن.
لا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت ناقلة “فورتس” ستفرغ الشحنة في ريزهاو، كما أن مالك ومدير الناقلة لم يردا فوراً على الطلبات المرسلة عبر البريد الإلكتروني للتعليق.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على “روسنفت” و”لوك أويل” (Lukoil) الروسية في أكتوبر في محاولة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
شكلت هذه الخطوة تغييراً جذرياً في السياسة الغربية، إذ كانت الجهود السابقة تسعى إلى فرض سقف للأسعار بهدف الحد من إيرادات الكرملين، من دون التأثير على تدفق البراميل. وقد كبحت العقوبات المشتريات الهندية.
العقوبات الأميركية تعقّد مسار الشحنة
بدأت الشحنة رحلتها على ناقلة مختلفة، هي “أيلانا” (Ailana)، التي حمّلت حوالي 720 ألف برميل في أواخر سبتمبر من ميناء أوست-لوجا في بحر البلطيق بروسيا. ثم أبحرت الناقلة عبر البحر الأبيض المتوسط، مروراً بقناة السويس باتجاه الهند، حيث وصلت وتوقفت قبالة مومباي في أواخر أكتوبر.
بعد نحو أسبوعين، نقلت “أيلانا” الشحنة إلى “فورتس” في عرض البحر. ثم أرسلت “فورتس” إشارة بأنها متجهة إلى كوتشي في جنوب الهند، قبل أن تغيّر وجهتها إلى ميناء نينغبو في الصين، ثم تغيّرها مجدداً إلى يوسو في كوريا الجنوبية. وتُظهر بيانات من “كبلر” أن جزءاً من الشحنة نُقل إلى ناقلة أخرى أثناء هذا التوقف.
نفط “روسنفت” يستغرق 3 أشهر للوصول للصين
عادةً ما يستغرق نقل شحنة من الخام من الموانئ الغربية في روسيا إلى الصين حوالي شهرين، ما يعني أن شحنة “روسنفت” أمضت نحو شهر إضافي في المياه مقارنة بالمعتاد للوصول إلى نقطة التفريغ المحتملة.
لم ترد الشركة المالكة لـ”فورتس” “باسيفيك لوجيستك آند ماريتيام” (Pacific Logistic & Maritime) أو مديرتها “نورث ستار شيب مانجمنت” (North Star Ship Management)، ومقرهما فيتنام، على طلبات التعليق.
ولا توجد تفاصيل اتصال على قاعدة بيانات “إكواسيس” (Equasis) البحرية للشركة التي تدير “أيلانا”، وهي شركة “نوتيلياس فليت مانجمنت” (Nautilus Fleet Management LLC) التي تتخذ من أذربيجان مقراً لها. كما لم تنجح محاولات الاتصال بمالكتها “ألفيدو تشارترينغ” (Alvido Chartering Ltd).

