في هذه الحياة تتقلب الوجوه وتتبدّل المواقف، تبقى الصداقة الصادقة مثل النجمة التي لا تنطفئ، تهديك طريقك حين يعمّ الظلام.
هي ذاك الحنين الدائم للأمان، وتلك الطمأنينة التي لا يهبها إلا قلبٌ يعرفك حق المعرفة…فيستحق لقب صديق.
تتقلب بنا الأيام، ونكتشف أن وجود صديق حقيقي إلى جانبنا هو من أعظم النعم التي قد نحظى بها. فالصديق ليس مجرد شخص نتبادل معه الحديث أو نشاركه لحظاتنا السعيدة ، بل هو سند في وقت الشدة، ورفيق في دروب الفرح والحزن، و هو النور في أوقات الظلام .
الصداقة ليست بكثرتها، بل بنُدرتها. فكم من الناس نعرفهم ونتعامل معهم يوميًا، لكن قلّة منهم فقط يستحقون لقب “صديق”.
الصديق الحقيقي هو من يعرف ما بداخلك دون أن تتكلم، هو من يقف إلى جانبك حين يتخلى الآخرون، من ينصحك بصدق حتى وإن كانت الحقيقة موجعة، ومن يفرح لفرحك ويحزن لحزنك وكأن الأمر يعنيه شخصيًا.
الحياة دون صديق صادق أشبه ببيتٍ بلا روح. قد تمتلك كل شيء لكنك ستشعر بنقص داخلي لا يملؤه إلا وجود صديق يشاركك تفاصيلك الحقيقية، ويذكّرك بأنك لست وحدك في هذه الدنيا.
ولكن عليك أن تتأكد جيداً إذا كان هذا الشخص يستحق لقب “الصديق”.
فهذا اللقب كبير ولا يستحقه أي شخص إلا بمعايير و مواقف و إثباتات قويه لأنه لقب رفيق الدرب و رحلة الحياة .
وفي زمن تكثر فيه الأقنعة وتغيب فيه النوايا الصافية، كن أنت الصديق الذي تتمناه، وكن حريصًا على من يُثبت لك أنه كنز نادر لا يُشترى ولا يُعوّض.
فالصديق الحقيقي لا يُصنع، بل يُكتشف… ومتى وُجد بات كالذهب في زمن أصبح فيه الصدق نادرًا، والمواقف الحقيقية أكثر ندرة.