احذروا السيناريو الأخطر: حين تُستخدم دموع الأطفال لأحتلال أرض جديدة..
في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة، تظهر ملامح سيناريو قديم مرة اخري، لكنه الآن أكثر شراسة ووضوحًا، وهو الدفع بسكان غزة نحو الحدود المصرية واستخدام الضغط الإعلامي الهائل – المصور واللغوي – لكسر الإرادة المصرية وإجبارها على فتح الحدود.
الصور جاهزة، والمشاهد محفوظة.. أطفال حفاة يركضون، رُضّع يبكون، نساء يصرخن، جرحى على الأرض، امرأة تصرخ أثناء المخاض على بوابة مغلقة. وستنهال العبارات المعروفة.. افتحوا لهم الحدود.. أغيثوا الأبرياء.. أين النخوة؟!!.. أين الضمير العربي!!؟؟
فهي في ظاهرها نداءات إنسانية، وفي باطنها مؤامرة تهجير كبرى يديرها من بعيد من يُخطّط منذ عقود لتحويل مصر إلى “الوطن البديل” للفلسطينيين، وطمس القضية من جذورها.
نحن لا نتحدث هنا عن تحذير من استقبال الجرحى أو دعم الأشقاء – فهذا واجب – بل عن رفض قاطع لفتح الباب أمام تهجير جماعي قد لا يُغلق أبدًا.
فالتاريخ علّمنا أن اللجوء لا يكون مؤقتًا في السياسة، بل دائمًا ما يتحول إلى واقع جديد، يستنزف الأرض والقرار والسيادة.
مصر تعرف تمامًا ما تفعله منذ اليوم الأول للحرب، لم تغب مصر عن المشهد، لا سياسيًا ولا إنسانيًا. ومع ذلك وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وحيدًا في الميدان العربي يدافع عن غزة، ويفتح المعابر للمساعدات، ويصمد في وجه الضغوط الدولية والإقليمية، لكنه في الوقت ذاته يرى ما لا يراه الكثيرون: أن ما تريده إسرائيل من مصر ليس فقط المساعدة، بل التورّط في مشروع تفريغ غزة.
إن دعمنا لغزة لا يعني أبدًا أن نخسر سيناء.
إن التعاطف لا ينبغي أن يكون بوابة لابتلاع الأرض، ولا يجب أن تتحول المشاعر إلى أدوات للهدم الداخلي.
لا تنخدعوا بالعناوين.. وادعموا من يقف بثبات.
هذه هي اللحظة الفارقة، نحتاج أن نكون أكثر وعيًا من أن ننخدع بصورة طفل باكٍ أو صرخة أم موجوعة. نحتاج أن نُفرّق بين الإنسانية والمؤامرة، بين التعاطف والاستغلال.
وندعو في هذه اللحظة كل مصري غيور على أرضه أن يُعلن دعمه لقيادته، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يفرط يومًا في شبر من أرض مصر، مهما اشتدت العواصف، ومهما كانت الضغوط، ومهما كانت التضحيات.
مصر ليست بوابة للهروب، بل قلعة للصمود.