نتابع عن قرب الجولات المكوكية للمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية على حقول البترول ومواقع الإنتاج والمشروعات العملاقة التي تعد انجازات وقفزات هائلة لقطاع البترول المصري، وكذلك الاجتماعات المكثفة مع رؤساء شركات البترول العالمية، والعمل على تحفيز عملية الإنتاج من الخام والغاز الطبيعي، والتي من المنتظر أن تؤتي ثمارها بالخير على قطاع البترول بصفة خاصة وعلى مصر بصفة عامة، بتوفير الوقود اللازم لكافة قطاعات الدولة.
وكذلك توجيهات المهندس كريم بدوي لرؤساء شركات البترول والمسئولون بهيئة البترول والشركات القابضة بالنزول إلى مواقع الإنتاج والحقول، ومتابعة عملية التطوير لتحفيز العاملين بقطاع البترول على مضاعفة الجهود المبذولة لتحقيق النجاحات وزيادة إنتاج مصر من البترول والغاز، وإزالة كافة العقبات التي تعترض طريق الوصول للأهداف المرجوة من وزيادة إنتاج وتقليل فاتورة الاستيراد..
ودبت بالفعل الروح في مختلف مواقع الإنتاج، وزادت حماسة العاملين لتحقيق الحلم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من البترول والغاز، وتوفير الوقود اللازم لمحطات للاستهلاك المحلي..
..ولكن تأتي الرياح دوما بما لا تشتهي السفن، فهناك بعض خفافيش الظلام الذين لا يؤمنون بالسياسة الجديدة التي وضع لبنتها المهندس كريم بدوي، لا يقدرون حجم المسئولية التي تقع على عاتق قطاع البترول تجاه الوطن، ولا يلقون بالا لأهمية كل قدم مكعب من الغاز الطبيعي يتم إنتاجه من مختلف حقول الغاز، قد يكون تهور في معالجة الأمور الفنية في التعامل مع حقول الغاز الطبيعي دون دراسات مؤكدة قبل الشروع في الانتاج، وقد يكون تعسف في إصدار القرار رغم التحذيرات، الأمر الذي يهدد آبار الغاز بالتوقف وتدهور الإنتاج..
ومثال صارخ على هذا الإهمال ما يحدث من تخبط فى قرارات إدارة شركة دسوق للبترول، التي تتطلب وقفة حاسمة من المهندس كريم بدوي، فما يحدث في حقول غاز دسوق قد يكون حلقة من مسلسل مستشري بين شركات قطاع البترول..
ففي شركة دسوق للبترول إحدى شركات الشركة القابضة للغازات الطبيعية، بمنطقة إمتياز الشركة بمحافظة كفر الشيخ..
تبدأ الحكاية بإكتشاف مخزون من المتكثفات فى بئر NWSG 8-1 فى شمال غرب منطقة سيدى غازى، وبناء على التقديرات والدراسات كانت التوقعات بأن ينتج البئر ما بين 2000 إلى 3000 برميل من المتكثفات يوميا بخلاف باقى الآبار الحالية، والتى تنتج متوسط 1200 برميل يوميا وكانت التوقعات عالية جدا لإنتاج الغاز من هذا البئر فى حدود 12 مليون قدم للغاز يوميا..
ولكن للأسف لم ينتظر المسؤولين عن القرار حتى يبدأ البئر فى الإنتاج والتحقق من الدراسات التي تمت على البئر على أرض الواقع، ودراسة أداء البئر وحالة استنزافه وانخفاض ضغط الخزان بعد ربطه بخطوط الإنتاج للتقيييم الدقيق، بل سارعوا وقبل البدء فى الإنتاج من البئر، بالشروع فى عمل مشروع جديد بتكلفة تخطت 40 مليون دولار لزيادة الطاقة الانتاجية للمحطة لاستيعاب كميات المتكثفات المتوقعه من البئر الجديد، وهذا المشروع على وشك الإنتهاء منه الشهر القادم
وحدثت الصدمة للمسؤولين عند وضع البئر على الإنتاج، والذى بدأ إنتاجه ب 7 مليون قدم للغاز و 500 برميل فقط من المتكثفات لمدة قصيرة جدا ثم انخفض ضغط الخزان من 238 بار إلى 88 بار حاليا وإنهار إنتاجه إلى أقل من 3 مليون قدم مكعب غاز وأقل من 300 برميل متكثفات يوميا، والتى تستطيع المحطة القديمة استيعابه دون الحاجه للتوسعات التى تكلفت ملايين اعتمادا على الإنتاج من بئر واحد فقط، قد ينهار فى أى وقت وهو ما حدث بالفعل وأصبحت التوسعات الجديدة دون جدوى ولا حاجه إليها.
من الوقائع الأخرى التي ترقى إلى مرتبة الفساد الأخرى بئر الغاز « NSG3-1 » فى منطقة إمتياز شمال سيدى غازي، حيث تم الإنتهاء من أعمال الحفر وربطه على خطوط الإنتاج فى شهر مايو الماضي، أي منذ 3 أشهر فقط، ومنذ أسبوعان حدث ثقب فى مواسير الحقر الخاصه بالبئر، وأصبح هناك تسريب للغاز بين « tubing and casing » بعد مدة قصيرة جدا من بدء تشغيل البئر ، مما يهدد سلامة البئر وسلامة الإنتاج منه ودون محاسبة للمسؤولين عن استلام وتركيب مواسير الحفر والتى تكلفت ملايين الدولارات.
رسالة إلى المهندس كريم بدوي وزير البترول، الطامح إلى تعزيز إنتاج مصر من البترول والغاز الطبيعي، اختيار القيادات للشركات القادرين على تنفيذ الاستراتيجية المصرية لزيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات تتطلب وجودك في لجان الاختيار بصفة شخصية، للاختيار الأكفاء الوطني من أبناء القطاع لتحمل المسؤولية، والنظر في بعض قيادات القطاع الذين احتفظوا لأنفسهم برئاسة أكثر من شركة بترول مع منصبهم القيادي بالوزارة، ونحن على يقين كامل أن صورة القطاع المستقبلية تحت قيادتكم زاهرة بالخير لمصر والمصريين..
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية