29 يوليو، 2025
البترول مقالات

عبدالنبي النديم يكتب: «علي ياسر سعيد أبو علي».. من رحم الشدائد يولد الرجال

أن تصل إلى أعلى مراتب الرجولة، فهذا هدف نبيل وسامي، لا يصل إليه إلا من زرعت بداخله الشهامة والمرؤة، وأرتدى ثوب الرجولة في أبهى صوره، فالمواقف وحدها هى من يولد من رحمها الرجال، وأن تولد ذكرا فهذا قدر كلا منا، وأما أن تكون رجلا فهذا من صنع الإنسان وفعل يديه، هذا ما تابعته خلال الأيام الماضية، بعد وقوع حادث كبير بقريتي الفرعونية بالمنوفية، وقع لعزيز على قلوب أهلها، شيخ العرب حسن عبدالرحمن أبو الخير، كاد يودي بحياته، بعد أن أصيب بإصابة بالغة، وعلى الرغم من وقوع الحادث أمام حشد كبير من أهل القرية، إلا أن من أمسك بزمام المبادرة لنجدته الشهم ياسر سعيد أبو على، أحد أخلص من أنجبتهم قريتي الفرعونية، وبجواره وشد من أزره إبنه على ياسر سعيد أبو على، لم يهابا الموقف، ولم يرهبهم منظر الدم المتدفق من الجرح العميق، خلع الشاب «على ياسر سعيد أبو علي» جلبابه، ليكتم به شلال الدم المتدفق من الجرح، يحتضن رأس عمه حسن بصدره، يحاول كتم الجرح لمنع نزيف الدم، يحمله بين ذراعيه هو ووالده ليضعاه بصندوق سيارته النص نقل.. تشبع جلباب «علي» بالدم النازف، فخلع التيشريت ليسد به الجرح حتى يصل لمستشفى الباجور..
قد تتصور أن ما أسرده الآن مشهد من فيلم سينمائي، ولكنها الحقيقة التي وقعت بالفعل، وهرع كل أهل القرية خلف السيارة، ولكن هناك فرق كبير أن تقوم بالواجب، وأن تقوم بموقف رجولي لإنقاذ إنسان على شفا الموت، صرخات «علي» تتعالى لوالده الذي يقود السيارة بأقصى سرعة على طريق غير ممهد، طالبا منه الطيران، ليضعا المصاب بين أيدي الأطباء، ويفترشا الأرض بطوارئ المستشفى وملابسهم غارقة في الدماء.
بعيدا عن رجولة العزيز الغالي «ياسر سعيد أبو علي»، وموقفه الذي لا يقدر بثمن في عرف الرجال، ولكن أبهرني ما تابعته من موقف الأبن الغالي هذا الفتى الذي أحببته ولم ألتقى به حتى الآن «على ياسر سعيد»، مما سمعت عن خلقه وتابعت موقفه البطولي، وجراءته في تعامله بحرفية وشهامة مع الحادث، لم يهاب الموقف وولم يردعه منظر الدم، بل تقدم للموقف بكل رجولة، وتعامل مع الحادث بشهامة، وحمل عن جميع أهل القرية المسئولية.
أقولها بكل فخر ..هذا الفتى إبن قريتي ..هذا الفتي أعطى درساً للكبار في معنى الرجولة وتحمل المسئولية بكل جراءة وشجاعة.. هذا الفتى أهال التراب على الكثير من الذين هابوا المسئولية قبل أن يهابوا منظر الدم.. هذا الفتي افتتح مدرسة جديدة، لنتعلم فيها معنى الرجولة والشهامة والتضحية..
وللحديث بقية .. ما دام للعمر بقية

1 Comment

  • Ahmed samir 7 يوليو، 2025

    حفظكم الله يا اخي الكريم الغالي
    وانار الله بكم درب الحقيقه
    هؤلاء الاشخاص هم نمبر 1
    هم الامثله اللتي يجب الاحتفاء بهم وتكريمهم واظاهرهم علي السطح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *