14 يوليو، 2025
البترول مقالات

عبدالنبي النديم يكتب: غلق مضيق هرمز ..قرار إيران الإنتحاري للإنزلاق بالعالم للهاوية

ضربة إيرانية موجعة، وجهتها إيران إلى كل دول العالم ليست بالصورايخ، ولكنها ضربة قاصمة في حرب اقتصادية مشتعلة بين دول كل دول العالم في ظل الصراعات المنتشرة في أرجاء الكرة الأرضية، فقد وافق البرلمان الإيراني، اليوم الأحد 22 يونيو، على غلق مضيق هرمز، بعد ساعات من توجيه سلاح الجو الأمريكي ضربات عسكرية في إيران استهدفت المنشآت النووية، في فوردر ونطنز وأصفهان.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج، يحتل مضيق هرمز شريان النفط العالمي، واجهة المشهد باعتباره أحد أخطر النقاط الاستراتيجية والممرات الحيوية في تجارة الطاقة العالمية، فإغلاق هذا الشريان الحيوي – حتى لو كان مؤقتا- كفيل بإحداث زلزال اقتصادي سيكون تأثيره على كل دول العالم؛ وليس دول الخليج فقط، لينعكس صدى إغلاقه على أسعار البترول في الأسواق العالمية، فيمر من خلال مضيق هرمز، يوميًا ما بين 17 إلى 18 مليون برميل من النفط الخام، والمنتجات البترولية، أي نحو 20% من إمدادات السوق العالمية، من دول الخليج إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية التي تعتمد بشكل شبه كلي على نفط دول الخليج.
وتوقعت تقديرات كل المؤسسات المالية العالمية وكذلك المؤسسات النفطية الدولية، أن أي تعطيل ولو جزئي للمضيق قد يرفع أسعار النفط إلى ما فوق 150 دولارًا للبرميل، وأن الإغلاق الكامل قد يُحدث صدمة غير مسبوقة في السوق منذ حرب الخليج الأولى، مما يؤدي إلى موجة تضخم عالمي جديدة.
إن قرار طهران إغلاق مضيق هرمز بمثابة قنبلة نووية؛ وجهتها إيران في وجه كل دول العالم، لينفجر على إثرها سعر برميل البترول في العالم بشكل غير مسبوق؛ قد يفوق إرتفاع الأسعار مع الحرب الروسية الأوكرانية، لتتجه دول العالم ومنها مصر سريعا إلى إبرام عقود تحوط ضد تقلبات أسعار النفط على الفور، رغم التراجعات الحادة السابقة لأسعار البترول أبريل الماضي، ومن المتوقع أن تدخل مصر في اتفاقيات عقود الإمداد متوسطة الأجل مما يقلص من الاعتماد على الشحنات الفورية.
وعلى الرغم من صعود أسعار النفط اليوم إلى مستوى 77 دولارا للبرميل، إلا أن توقعات محللين الأسواق العالمية أن تقفز أسعار النفط بشكل حاد في افتتاح الأسواق غدا الإثنين عقب القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي
سيكون عواقبه وخيمة على الاقتصاد العالمي ولا يمكن التنبؤ بها.
إن غلق مضيق هرمز بمثابة قرار انتحاري من القيادة الإيرانية، بإعتباره أهم الممرات البحرية في العالم في تجارة الطاقة والتجارة الدولية، والمنفذ الرئيسي للنفط الخليجي الذي يتم تصديره إلى كل المصانع والآلات الحربية والعسكرية للجيوش الغربية والشرقية، ويؤدي إلى خسارة العالم ما يقرب من 40% من انتاج النفط العالمي، الأمر سيرتفع معه سعر برميل البترول لدرجة تتعدى الـ 150 دولار، الأمر الذي يتسبب في تضخم وغلاء أسعار غير مسبوق، وقد يؤدي إلى إفلاس شركات عالمية، وتلوح في الأفق بوادر أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تتأثر بها كل بلاد العالم بلا استثناء، وقد تفوق هذه الأزمة الأزمة العالمية عام 2008، وقد يكون أحد الآثار السلبية لهذا القرار هو دخول العالم الغربي لساحة المعركة، إذا لم تكن هناك تدخلات فورية للتهدئه، خاصة بعد التهديدات والتصريحات الروسية التي أكدت أن أمريكا تدفع العالم لصراع شامل، وهددت موسكو بإن هناك دول مستعدة لتسليح إيران نوويًا لو لزم الأمر، وكذلك تصريحات بوتين بأن العالم يقترب من الحرب العالمية الثالثة، وكذلك تصريحات وترقب الصين وكوريا والهند للوضع في الشرق الأوسط..
إن غلق مضيق هرمز يتجه بالعالم للإنزلاق إلى نزاع عالمي غير معروف عواقبه في ظل التطور الرهيب في الآليات العسكرية، ووصول الحرب الإقتصادية إلى أشدها، والتي قد تعيد العالم إلى الوراء عشرات السنين.. وإن غدا لناظره قريب .
وللحديث بقية .. ما دام في العمر بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *