تنطلق غدا أعمال منتدى مصر للتعدين في نسخته الثالثة، كمنصة عالمية تجمع تحت مظلتها قيادات صناعة التعدين في العالم والشركات العالمية والمصرية، المسئولين عن قطاع التعدين والمستثمرين الدوليين لتعزيز التعاون والشراكة في استغلال الامكانات التعدينية التي تحظي بها مصر، وفتح المجال للتعاون مع الشركات والمؤسسات المتخصصة والمؤسسات التمويلية الدولية في دعم جهود تطوير وتحديث قطاع التعدين المصري.
المشاركة الدولية الواسعة من وخبراء التعدين من مصر ومختلف دول العالم، تأكيد على الإرادة المصرية للإنطلاقة القوية للاستغلال الأمثل لثروات مصر المعدنية، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد القومي من الخامات التعدينية التي كانت يتم تصدريرها بأسعار زهيدة ولا يستفاد منها.
وكانت الانطلاقة القوية لاستغلال ثروات مصر المعدنية من الدعم الكامل والدفعة القوية التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لقطاع التعدين ومتابعته استراتيجيات تطويره، من أجل وضع الثروة المعدنية فى المكانة التى تستحقها على طريق زيادة مساهمتها فى الدخل القومى لمصر، وإقامة صناعات لتعظيم القيمة المضافة من هذه الخامات المعدنية.
وكانت بداية الإهتمام بقطاع التعدين بنقل تبعية هيئة الثروة المعدنية إلى وزارة البترول بعد أن كانت تتبع وزارة الصناعة، في عهد وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق المهندس سامح فهمي، الذي بدأ في تشكيل مجلس حكماء الثروة المعدنية، لتعديل قانون الثروة المعدنية، وتعديل بعض الاتفاقيات للبحث والاستكشاف عن المعادن خاصة خام الذهب والمعادن المصاحبة، وبالفعل تم اتخاذ خطوات جادة من الوزارة نحو تعديل القانون، مع الاستمرار فى إصلاح قطاع التعدين وتدريب الكوادر والترويج الجيد لفرص الاستثمار التعديني، مستغلين ما حققته مصر من نجاحات وإصلاح اقتصادى والاستقرار اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، واستحداث إطار تشريعى ملائم للتعدين وتطوير البنية الأساسية من طرق ومطارات وموانئ وهو ما يهم المستثمرين وخاصة فى مجال التعدين.
ان انطلاق أعمال منتدي مصر للتعدين برئاسة المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، بحضور دولي موسع من المسئولين رفيعي المستوي وقادة صناعة التعدين والمستثمرين والشركات المصرية والعالمية الكبري ومؤسسات التمويل وخبراء الاستكشاف التعديني من مصر ودول العالم، فرصة عظيمة لا بد من استغلالها لتحقيق الاستراتيجية وخطة وزارة البترول والثروة المعدنية للترويج للفرص الاستثمارية في قطاع التعدين، وإبراز ما يشهده من تطورات، وبرنامج العمل لدعم مناخ الاستثمار التعديني، مستغليين في ذلك النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية في اتفاقيات البحث عن الذهب، والإنطلاق إلى باقي أنواع المعادن التي توجد في مصر.
ولكن هناك بعض التفاصيل التي تنقص الاستغلال الأمثل لهذه المنصة الدولية للتعدين في مصر، حيث لم يتم توجيه الدعوة لبعض خبراء صناعة التعدين من أساتذة وخبراء الجيولوجيا في مصر، الذين يمثلون قامات وخبرات لا يمكن الاستغناء عنهم في عملية تطوير قطاع التعدين، ويبدو أن الشركة المسئولة عن تنظيم المنتدى أهملت أو تجاهلت إرسال الدعوات لخبراء الثروة المعدنية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، لم يتم توجية الدعوة للجمعية الجيولوجية المصرية، التي تضم أعضاء خدموا في قطاع التعدين وافنوا سنوات عمرهم في البحث والاستكشاف عن المعادن التي تذخر بها أرض مصر، فهذا المنتدى يقوم على الخبرات المتوارثة بين الأجيال والاستفادة من تجاربهم، وإهمالهم يسقط ركن كبير لاستغلال ثروات مصر المعدنية.
