حذر عدد كبير من علماء التاريخ والآثار في مصر والعالم من جريمة الافروسنتريك تحاول طمس الهوية الوطنية المصرية
كتب فتحي السايح
نظمت المؤسسة الأفريقية للتطوير وبناء القدرات بالتعاون مع مؤسسة د. جمال شيحة للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة، ندوة فكرية هامة بعنوان: “الافروسنتريك: جريمة سطو وسرقة وتزييف للحضارة المصرية القديمة” وذلك بمقر المؤسسة بالقاهرة، وسط حضور مميز من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والهوية الثقافية.
تحدثت في الندوة الأستاذة الدكتورة فايزة صقر، أستاذ تاريخ وحضارة مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآداب – جامعة دمنهور، حيث قدمت عرضًا علميًا موثقًا حول مخاطر الفكر “الأفروسنتريكي” الذي يسعى إلى نسب الحضارة المصرية القديمة إلى أصول أفريقية، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلة تاريخية أو لغوية موثوقة.
أدار الحوار وأثرى النقاش الأستاذ الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، الذي تناول في كلمته أهمية مواجهة هذه الطروحات المشوهة بالحجة العلمية والبحث الأكاديمي الرصين، مؤكدًا أن الدفاع عن الهوية المصرية هو دفاع عن الحقيقة التاريخية ذاتها.
تطرقت الندوة إلى عدد من المحاور العلمية والفكرية، من أبرزها:
تفنيد ادعاءات كتاب “أثينا السوداء” لمارتن برنال (1987).
دراسة المسميات المصرية القديمة للشعوب والأراضي، وتفسير لفظ “كوش”.
تطور اللغة المصرية القديمة والرد على الادعاءات الباطلة بشأن أصولها.
تحليل ادعاءات منظّري “الافروسنتريك” مثل شيخ أنتا ديوب ومالكوم إكس.
استعراض وثائقي للوحات ونصوص مصرية أصلية تثبت هوية المصري القديم وانتماءه لأرضه. مناقشة الصراع بين “الأفريقية المركزية” و”الأوروبية المركزية” في إعادة قراءة التاريخ.
وفي ختام اللقاء، صدرت توصيات ختامية وُصفت بـ”ناقوس الخطر”، شددت على ضرورة تكاتف المؤسسات الأكاديمية والثقافية والإعلامية لحماية التاريخ المصري من التزييف، وتعزيز وعي الأجيال الجديدة بهويتهم الوطنية الأصيلة.
وأكدت المؤسسة الأفريقية أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات فكرية تهدف إلى نشر الوعي الثقافي والحضاري، وتحصين الذاكرة المصرية من محاولات التشويه المتعمد.


