مع اقتراب حلول شهر رمضان بعد أيام قليلة بدأت المنازل والشوارع والميادين تكتسي و تتزين بألوان متنوعة من البهجة والسرور تتمثل في الزينات
وغيرها من ابداعات تصاميم فنية تبرز جمال الروح المصرية التي تناسب اجواء الروحانية والنفوس المطمئنة التي يختص بها رمضان دونا عن بقية شهور السنة وتختلط معها الأضواء بكل الألوان بشعاع ساحر يهز الوجدان بينما المشاعر الطيبة تتطاير كنسمات رطبة في الربيع وتسبح معها الفوانيس متلألئة كالنجوم فتحجب الظلام وتبث النور بينما تأتي دقات مدفع السعادة على الأبواب لتعلن إنتهاء الصيام فتشع البهجة في النفوس بكل الحب والتأخي والرضا ثم تأتي من بعد أنشودة المسحراتي ودقاته الساحرة آخر الليل لايقاظ النائم فيتأهب مسرعا بحماس المحب لطاعة الله وإلتزاما بأوامره سبحانه وتعالى
وقد قال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم : «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»
رواه النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه
ويقال إن الخليفة عمر ابن الخطاب حين شرّع بصلاة التراويح، أمر بإنارة المساجد وتزيينها بالقناديل بدءاً من أول أيام شهر رمضان حتى يتمكن المسلمون من أداء صلاتهم وإحياء شعائرهم الدينية، وأيضاً حتى تستقبل المساجد الشهر الكريم وهي في أبهى حللها، وكان ذلك هو الشكل الأولي لزينة رمضان.
لكن هناك قول آخر، ذكره أحد علماء الأزهر الشريف في مصر، أحمد المالكي، بأن الخليفة علي ابن أبي طالب، رضى الله عنه، كان أول من زين المساجد بالأضواء في شهر رمضان، بصورة أقرب لما نراه الآن في وقتنا الحاضر.
أن اهتمام الوسط الاجتماعي في مصر بمظاهر الإحتفال ممتد منذ سنوات وعصور طويلة حيث
كشفت دارسة تاريخية لعضو اتحاد المؤرخين العرب إبراهيم عنانى عن أن زينة رمضان وجدت طريقها إلى الاحتفالات الدينية في مصر منذ العصر الإسلامى
أن شهر رمضان في مصر له نوعا من الخصوصية يتميز بها دونا عن شعوب العالم حيث تعم بشائر النور وأجواء الرحمة التي تملأ القلوب ومعها ابتسامات الرضي علي الوجوه بينما الكل يستعد لينهل باشتياق من مشاعر التقوى والايمان وتتسابق فيه القلوب والأرواح قبل العقول إلى حيث المساجد التي اصتفت بجموع المصلين المحبين وترتفع الأيدي بالدعاء والرجاء وتسجد بإستجداء لرب العالمين
أن شهر رمضان اختصّه الله -تعالى- بفضائل عظيمةٍ؛ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وكان نزوله في العشر الأواخر من رمضان، في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر،
كما قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)و قال أيضاً: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) حيث نزل القرآن الكريم كاملاً من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، في ليلة القدر،
فهنيئا بقدوم شهر رمضان شهر البركة والرحمة والعتق والغفران.
أهلاً به زائراً كريماً يأتي مرة كل عام وكم نتمنى لو كان كل العام يملأ قلوبنا بالحب والإحسان والإيمان
emadmansy1966@gmail.com