14 أكتوبر، 2025
البترول

مؤشرات تكشف فتور شهية الصين تجاه النفط الخام

انعكست هشاشة الأسس التي تقوم عليها سوق النفط في الصين على أداء العقود المستقبلية المدرجة في بورصة شنغهاي، والتي تراجع سعرها الشهر الماضي مقارنةً بالأسواق العالمية، تزامناً مع ارتفاع مخزونات الخام داخل البر الرئيسي إلى مستويات غير مسبوقة.
ومن المتوقع أن تواصل هذه العوامل الضغط الهبوطي على أسعار العقود داخل الصين، في وقت تظهر فروقات الأسعار بين العقود الأكثر تداولاً إشارات إضافية على اتجاه نزولي محتمل.
وتُظهر البيانات الضعيفة من الصين تحولات جوهرية في الطلب الفعلي على النفط، وسط تسارع اعتماد الاقتصاد الصيني على الكهرباء، ما يقلص استهلاك الديزل والبنزين. في المقابل، تواجه البلاد تحديات في خفض أو إعادة هيكلة قدرات التكرير الضخمة بالسرعة المطلوبة لمواكبة هذا التحول الهيكلي.
تراجع أسعار النفط
هبطت عقود النفط لأقرب شهر في شنغهاي بنسبة 9% خلال أغسطس الماضي، مقارنة بتراجع 6% لخام برنت، المؤشر العالمي، وبنحو 8% للخام الأميركي القياسي غرب تكساس الوسيط. كما أن التوقعات بحدوث فائض عالمي لاحقاً هذا العام مع عودة براميل تحالف “أوبك+” إلى السوق، تضيف ضغوطاً هبوطية على السوق الأوسع.
كما أن فرق الأسعار الفوري للعقود المستقبلية في شنغهاي أضعف بشكل ملحوظ. إذ يتم تداول العقود الأقرب في نمط هبوطي يُعرف بـ”
الكونتانغو
“، ما يشير إلى وفرة الإمدادات في الأجل القصير. وعلى العكس، فإن خام برنت وغرب تكساس الوسيط يظهران النمط المعاكس المعروف بـ”الكونتانغو العكسي” أو ”
الباكورديشن بلغ إجمالي المخزون داخل البر في الصين مستوى قياسياً تجاوز 1.2 مليار برميل في منتصف أغسطس المنصرم، وهي حالياً أدنى قليلاً من هذا المستوى، وفقاً لشركة “كيروس” (Kayrros)، التي تقدر حجم المخزون بمساعدة صور الأقمار الاصطناعية. تشمل هذه التقديرات الخزانات الأرضية ولا تأخذ في الاعتبار الكهوف المستخدمة لتخزين النفط.

تخمة مخزونات النفط في الصين
أوضح أنطوان هالف، الشريك المؤسس وكبير المحللين في “كيروس” (Kayrros)، إن الدولة الآسيوية استحوذت على 70% من الزيادة العالمية في المخزون حتى الآن العام الجاري، ويشكل مخزونها ما يقارب 40% من الإجمالي العالمي.
رغم أن مخزونات الصين ارتفعت منذ مارس الماضي، إلا أن وتيرة التخزين تبدو وكأنها بلغت ذروتها بالتزامن مع معدلات معالجة الخام، بحسب ما قال جاو جيان، المحلل في شركة “كيتشينغ فيوتشرز” (Qisheng Futures) ومقرها شاندونغ.
واختتم: “هذا يشير إلى تباطؤ في الطلب، وهو أمر سلبي بالنسبة لعقود خام شنغهاي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *