يتوقف تصدير النفط من ميناءين رئيسيين في ليبيا، إذ يعرقل محتجون نحو ثُلث صادرات البلد العضو في أوبك من الخام، ما يُمثل تذكيراً بالمخاطر التي تواجه الإمدادات العالمية جراء التوتر المستمر في البلد الواقع بشمال أفريقيا.
تبدأ عمليات التوقف عن التحميل في ميناءي رأس لانوف والسدرة اليوم الثلاثاء، وذلك بضغط مما يُسمى بحراك منطقة الهلال النفطي، حسبما أفاد شخصان مطلعان بشكل مباشر على الوضع. يصدر الميناءان ما يزيد عن 400 ألف برميل يومياً. وقال أحدهما إن ناقلة في ميناء السدرة توقفت بالفعل عن التحميل.
اتسمت إمدادات النفط الليبية إلى العالم بالتقلب منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي والذي أدى إلى فراغ بالسلطة قبل أكثر من عقد من الزمان. وأي تقلص يمتد فترة طويلة للصادرات سيُضاف إلى حالة عدم اليقين التي تحيط بالتدفقات من روسيا عقب عقوبات صارمة فُرضت على موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري. يأتي ذلك على الرغم من أن توقعات القطاع تشير إلى تسجيل فائض في 2025.
مخاطر أوسع نطاقاً
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، بعد أن استقرت دون تغيير في وقت سابق. وزادت بمقدار 81 سنتاً إلى 77.89 دولار للبرميل وبلغت 77.54 دولار في الساعة 08:21 صباحاً بتوقيت لندن.
يستقبل ميناء السدر عادة 300 ألف إلى 320 ألف برميل يومياً من حقول البلاد، بينما يحصل رأس لانوف على 130 ألفاً إلى 140 ألف برميل يومياً. ويبلغ إجمالي إنتاج شرق البلاد 900 ألف برميل يومياً، مما يسلط الضوء على المخاطر الأوسع نطاقاً التي تواجه المعروض في حالة انتشار الاضطرابات.
وتشكل عمليات التوقف أحدث تطور في معركة ليبيا طويلة الأمد للحفاظ على الإنتاج. ولا تزال البلاد منقسمة بين حكومة معترف بها دولياً في الغرب وهيئة تشريعية منافسة في الشرق، حيث يسيطر القائد العسكري خليفة حفتر.
تهديدات تستهدف 5 شركات
في 5 يناير، هدد حراك منطقة الهلال النفطي بمنع الإنتاج والصادرات إذا لم تنقل المؤسسة الوطنية للنفط، التي تديرها الحكومة، مقار خمس شركات طاقة إلى الشرق من الغرب، حيث يوجد للشركات عمليات ومرافئ.
وفي السابع والعشرين من يناير، قدرت المؤسسة الوطنية للنفط إجمالي إنتاج البلاد اليومي من النفط الخام عند 1.41 مليون برميل. وبلغت الصادرات في ديسمبر نحو 1.2 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها “بلومبرغ”.
تحوز ليبيا أكبر احتياطيات من النفط الخام في أفريقيا، وتُعد الصناعة هدفاً متكرراً للفصائل والراغبين في السلطة الذين يتنافسون على النفوذ السياسي. وإلى جانب رأس لانوف والسدرة، توجد في شرق ليبيا ثلاثة موانئ نفطية أخرى.
