ىى
أعلن الرئيس نانا أكوفو أدو، بدء بناء مصفاة تكرير في مشروع المركز النفطي بغانا الذي يصفه البعض بأنه “سيئ السمعة”، بعد أن ثارت حوله اتهامات بأنه حيلة للاستيلاء على مساحات هائلة من الأرض، وفق لتقرير نشرته منصة الطاقة
وكانت بداية الحديث عن هذا المشروع عام 2020، ويشمل مصفاة باستثمارات ضخمة؛ إذ من المقرر أن يموّل المصفاة تحالف يضم 4 شركات محلية وعالمية، منها شركتان صينيتان.
وكان برلمان غانا قد أقر مشروع قانون لإنشاء شركة تنمية مركز النفط “بتروليوم هاب” (بي إتش دي سي)، الذي سيغطي مساحة تبلغ 20 ألف فدان (81 كيلومترًا مربعًا) في بلدة بونيير غرب البلاد، وسيشمل 4 مصافي تكرير، في أكتوبر من عام 2020.
وأفادت وزارة الطاقة الغانية، حينها، بأنها تُجري محادثات مع 3 شركات محتملة بشأن استثمار المرحلة الأولى.
وتبلغ قدرة مصفاة النفط 300 ألف برميل يوميًا بتكلفة استثمارية قد تتجاوز 60 مليار دولار، إذ تصل تكلفة المرحلة الأولى فقط 12 مليار دولار. وتأمل غانا أن تنجح المصفاة في تبديل حال الدولة إلى الأفضل، وأن تصبح مركزًا للنفط في غرب أفريقيا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأت نهضة غانا النفطية -وهي ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم- عام 2010. وتجاوزت إيرادات القطاع الـ31 مليار دولار خلال 10 سنوات، حتى الربع الأول من عام 2022.
ويبلغ إنتاج غانا النفطي حاليًا 132 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى 325 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
المركز النفطي في غانا
جاء إعلان تدشين مصفاة النفط، وهي باكورة أنشطة مشروع المركز النفطي في غانا، بمثابة إيقاظ لانتقادات واسعة النطاق للمشروع العملاق، الذي دُشنت شركة لتنفيذه عام 2020.
وكان ذلك رغم تعليق رئيس البلاد المتفائل، خلال زيارة لموقع المشروع في جنوب غرب البلاد في جامورو، إذ قال إن “مصفاة النفط ستكون حجر الزاوية لتنمية وطننا”.
ويضم مشروع مصفاة النفط في المنطقة خطوط إنتاج البتروكيماويات، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 20 أغسطس 2024.
وشكّك البعض في قدرة التحالف الذي ذكره الرئيس نانا أكوفو أدو، على التمويل الملياري لمشروع مصفاة تكرير النفط وصناعة البتروكيماويات ضمن المركز النفطي في غانا.
وقال الرئيس إن تكلفة المرحلة الأولى من المصفاة تُقدّر بنحو 12 مليار دولار، ويمولها تحالف مكون من شركتي “تشاينا ووهان إنجنييرينغ” China Wuhan Engineering، و”تشاينا كونستركشن ثيرد إنجينيرينغ بيرو” China Construction Third Engineering Bureau، بالإضافة إلى شركتين محليتين، هما: “تتشستون كابيتال غروب هولدينغ” Touchstone Capital Group Holdings، و”يو آي سي إنرجي غانا” UIC Energy Ghana.
وعلّق نائب مؤسسة “إيماني أفريكا” البحثية برايت سيمون، قائلًا: “إن هذا التحالف المُعلن والمسؤول عن التمويل غير جاهز لذلك. كما أن المشروع نفسه ليست لديه خطة قابلة للتنفيذ”.
حيلة للاستيلاء على الأرض
يرى نائب مؤسسة “إيماني أفريكا” البحثية -التي تتخذ من (أكرا) مقرًا لها- برايت سيمون، أن مصفاة نفط غانا، التي أعلن الرئيس بدء تدشينها، هي مشروع غير قابل للتنفيذ، “ونحن نعارض مشروع المركز النفطي في غانا، لأنه مجرد حيلة للاستيلاء على الأرض”.
والمعنى ذاته، أكدته منسّقة مجموعة الدعوة البيئية الغانية (جي إي إيه جي)، إليزابيث فاه، في تصريحات نهاية 2021، إذ قالت إن مشاركة السكان المحليين، الذين لم يُظهروا اهتمامًا بالمقترحات والعروض، كانت محدودة في مشروع مركز النفط، الذي يُعدّ حيلة للاستيلاء على أراضي السكان.
وأشارت إلى أن هناك مبالغة في مساحة المشروع البالغة 20 ألف فدان (81 كيلومترًا مربعًا)، حتى بالمقارنة مع أكبر مصفاة في العالم.
وأضافت أن موقع مصفاة دانغوتي في نيجيريا، التي يبلغ إنتاجها 650 ألف برميل يوميًا، يغطي 7 آلاف و500 فدان (30 كيلومترًا مربعًا)، معربة عن قلقها من كون مشروع مركز النفط يمثّل خطة جديدة للاستيلاء على العقارات السياحية الجميلة التي يمتلكها الناس، وفي غياب خطط مناسبة لتعويض الناس بما يتجاوز المبالغ الضئيلة.
وشهد المشروع احتجاجات من عدد من سكان المنطقة، وطالب البعض بخفض مساحته من 20 ألف فدان إلى 5 آلاف فقط.
وتستهدف خطة المركز النفطي في غانا توفير احتياجات منطقة غرب أفريقيا من مشتقات النفط والمنتجات الثانوية، بحلول عام 2036، وفق اتفاقية مبرمة في يونيو عام 2018.
وتستهلك دول المنطقة نحو 800 ألف برميل يوميًا، تستورد نحو 90% منها، وفق جمعية المصافي والموزعين الأفارقة.