أدت العقوبات الأميركية الأخيرة على تجارة النفط الروسية إلى توقف عدد كبير من الناقلات التي تنقل الخام الروسي، مما يعزز أهمية التدابير في أي مفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
حوالي 60%، (ما يعادل 94 من أصل 154)، من الناقلات النشطة التي أدرجتها إدارة بايدن المنتهية ولايتها في القائمة السوداء الشهر الماضي لتورطها في تجارة النفط الروسية توقفت عن نقل البراميل لموسكو أو أي شخص آخر، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. كانت سبع ناقلات أخرى قيد الإنشاء أو تخضع لتجارب بحرية.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأربعاء إنه تحدث إلى فلاديمير بوتن بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. تطرقت المناقشات إلى الطاقة ولكن، وفقاً للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لم تتناول العقوبات.
سفن بديلة وتكاليف عالية
ومع ذلك، فإن تدابير 10 يناير تُجبر روسيا على إعادة تنظيم سلسلة إمداد النفط الخاصة بها للعثور على سفن بديلة ودفع تكاليف شحن عالية لها. كما أنها تسلم الشحنات بطرق غير عادية. لكن ما هو على المحك الآن هو قدرة البلاد على الاستمرار في إمداد العملاء الحذرين بشكل متزايد، وفي نهاية المطاف، إنتاج روسيا من الهيدروكربونات.
بينما لا توجد أي إشارة حتى الآن إلى تضرر الإنتاج بسبب هذه التدابير، فمن الواضح أن أسطول الناقلات الروسي قد تعطل. فقد أصبح حوالي نصف السفن المعطلة التي رصدتها بلومبرغ غير نشطة بمجرد إدراجها على القائمة السوداء.
لكن من السابق لأوانه أن نقول ماذا سيحدث للناقلات المتبقية التي فرضت عليها عقوبات في العاشر من يناير وما زالت تعمل حتى الآن. وإذا كان التاريخ دليلاً، فسوف يضطر بعضها أيضاً إلى التوقف عن التجارة.
من بين 44 ناقلة أخذت شحنات منذ إدراجها على القائمة السوداء، تعمل 20 منها فقط داخل روسيا. وهناك تسع ناقلات أخرى متخصصة تستخدم من طرف مشروعين في”جزيرة سخالين” في أقصى شرق روسيا، ومعظمها تكافح لتفريغ شحناتها.
ومع ذلك، تردد بعض المشترين والدول المشترية في التعامل مع الشحنات الخاضعة للعقوبات في أعقاب تدابير وزارة الخزانة الأميركية.
قالت الحكومة الهندية إنها لن تسمح للسفن الخاضعة للعقوبات بالرسو في موانئها بعد السابع والعشرين من فبراير وقبل ذلك التاريخ فقط إذا كانت تحمل شحنات محملة قبل العاشر من يناير.
تخشى العديد من الموانئ في مقاطعة شاندونغ الصينية، وهي مركز للمصافي المستقلة، التعامل مع الناقلات الخاضعة للعقوبات بعد تحذير من مشغل محطة رئيسي. وعلى نحو مماثل، تعمل أكبر مصفاة في تركيا، العميل الرئيسي الآخر لروسيا، على تقييد المشتريات لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.
بدأ تردد أكبر المشترين من موسكو في قبول السفن التي فرضت عليها واشنطن عقوبات في التسبب في صداع لوجستي للمصدرين.
تجمعات جديدة
بينما تنتشر السفن المعطلة في جميع أنحاء العالم، هناك أماكن تجمعت فيها بعضها.
وتشمل هذه المواقع ميناء “أوست-لوجا” في بحر البلطيق، والبحر الأسود ــ على الرغم من اختفاء معظمها من أنظمة التتبع الآلية عند دخول هذه المنطقة ــ وبحر مرمرة. وفي آسيا، ترسو مجموعات من السفن بالقرب من ميناء كوزمينو الروسي وميناء تشوشان الصيني.
تجمع المزيد من السفن في أرخبيل رياو، شرق سنغافورة، والذي يُعرف في السوق بنقل الشحنات الإيرانية سراً.
تم نقل حوالي مليوني برميل من خام سوكول من مشروع “سخالين 1” إلى ناقلة نفط ضخمة للغاية لشحنه إلى الصين من ناقلات مكوكية متخصصة تم إدراجها في القائمة السوداء. وهناك سفينتان مكوكيتان أخريان متوقفتان بالقرب من الصين وعلى متنهما شحنات.
ويواجه مشروع “سخالين 2” أيضاً تأخيرات في تفريغ الشحنات. حيث أصبحت جميع ناقلات المكوك الثلاث التي يستخدمها عادةً متوقفة، في حين توقفت ناقلة رابعة تم سحبها لنقل النفط تقريباً في بحر اليابان.
وفي أماكن أخرى، لا يزال يتم تصدير النفط الخام من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي على متن ناقلات خاضعة للعقوبات بكميات كبيرة. ويتم بالفعل نقل هذا النفط إلى الميناء وتخزينه هناك على متن سفن مدرجة في القائمة السوداء.
ولا تزال أولى السفن التي تحمل النفط الخام من القطب الشمالي من مورمانسك على بعد أسبوع على الأقل من وجهاتها.
وتشير العديد من السفن التي تم تحديدها سابقاً على أنها متجهة إلى الهند الآن إلى شمال الصين أو مواقع تخزين محتملة قبالة عمان.