تقرير يكتبه: شحاته زكريا
في خطوة تؤكد مكانة مصر الرائدة على خريطة الاستثمار العالمي ، صرح المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية ، بأن مصر تمتلك مقومات فريدة في مجال التعدين تجعلها وجهة استثمارية لا مثيل لها .. هذا التصريح الهام جاء خلال مشاركته في الجلسة الحوارية الأولى ضمن فعاليات منتدى مصر للتعدين ، الذي شهد حضورا دولياً لافتا يعكس الاهتمام المتزايد بالإمكانات التعدينية الهائلة التي تزخر بها أرض الكنانة.
وفي كلمته ، سلط الوزير بدوي الضوء على الميزات الاستراتيجية التي تتمتع بها مصر بدءا من موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين قارات العالم ، مرورا ببنيتها التحتية المتطورة التي تسهل عمليات الاستكشاف والإنتاج ، وصولا إلى ثرواتها الطبيعية الهائلة التي تنتظر من يستثمرها بالشكل الأمثل .. هذا المزيج الفريد يضع مصر في مصاف الدول الأكثر جاذبية للاستثمارات في قطاع التعدين على مستوى العالم.
وأشار الوزير إلى أهمية التعاون المشترك والتكامل كمفتاح رئيسي لتحقيق النجاحات في منطقة الدرع النوبي ، تلك المنطقة الغنية بالمعادن والتي تمتد عبر حدود مصر والسودان . هذا التأكيد يعكس رؤية استراتيجية تتجاوز الحدود الوطنية ، وتؤسس لتعاون إقليمي يعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركة.
ولم يغفل الوزير عن الإشادة بالدور الحيوي الذي تلعبه الشركات العالمية العاملة في مجال التعدين في مصر. فقد أكد على مساهماتها الفعالة ، خاصة في مجال توفير التكنولوجيات المتطورة والتقنيات الحديثة ، فضلا عن الخبرات العالمية التي تضيفها إلى القطاع. هذا التعاون بين الخبرات المحلية والعالمية يشكل عاملا حاسما في تطوير قطاع التعدين المصري وتعزيز قدرته التنافسية على الساحة العالمية.
كما لفت الوزير الانتباه إلى الدور المهم الذي تلعبه المؤسسات المالية في دعم هذا القطاع الحيوي .. فتوفير الموارد المالية اللازمة للاستثمار يعد عنصراً أساسياً في تحقيق النجاحات المرجوة لكافة الأطراف المشاركة في عملية التنمية التعدينية.
وفي سياق متصل ، أكد الدكتور صالح الخرابشة ، وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني ، على أهمية الدرع النوبي كمنطقة واعدة للتعاون الإقليمي في مجال التعدين. فهذه المنطقة الممتدة بين مصر والأردن والسعودية تفتح آفاقا جديدة للتعاون في مجال استغلال الموارد التعدينية، مما يعزز فرص النجاح المشترك ويدعم استراتيجيات التنمية في المنطقة ككل.
ومن جانبها ، أشادت الدكتورة هايكي هارمجارت ، مدير البنك الأوروبي للإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق البحر المتوسط ، بجهود الحكومتين المصرية والأردنية في تطوير قطاع التعدين .. وأكدت على دعم البنك لهذه الجهود ، خاصة في ظل التزام البلدين بتعزيز التحول الطاقي والتعدين الأخضر والاستدامة ، إضافة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص وتعزيز الشفافية في إتاحة المعلومات الخاصة بالاستكشاف.
وفي إشارة إلى الآفاق المستقبلية الواعدة لقطاع التعدين، أشار مارتن هورجان ، رئيس شركة سنتامين العالمية للذهب، إلى أن الدرع النوبي يعد من أهم مناطق التعدين حاليا ، مع وجود كميات كبيرة من الذهب لم تُستغل بعد .. كما أشاد بالإدارة الجيدة للتحديات الإقليمية والعالمية التي واجهت مصر في مسيرتها الاقتصادية ، مؤكدا على جاذبيتها كوجهة استثمارية بفضل المقومات العديدة التي تتمتع بها.
وفي ختام الجلسة ، أكد المشاركون على أهمية الاستمرار في تطوير البنية التحتية وتحسين مناخ الاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع التعدين المصري. كما شددوا على ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي، بما يعود بالنفع على مصر والمنطقة بأكملها.
إن هذه التصريحات والرؤى تؤكد أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزا عالمياً للتعدين مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية وبنيتها التحتية المتطورة .. وبفضل الرؤية الاستراتيجية للقيادة المصرية والتعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين ، تبدو آفاق المستقبل أكثر إشراقا من أي وقت مضى لقطاع التعدين المصري ، الذي يعد بمثابة كنز استراتيجي ينتظر من يكتشف إمكاناته الهائلة.