8 نوفمبر، 2024
أخبار مصر مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: حفر آبار نفط رخيصة هو التحدي «1- 2»

 

ثبات أسعار النفط العالمي حول ال 80 دولار مع ارتفاع الأسعار الغير مبرر عالمياً جعل من اللازم علي شركات النفط العالمية التفكير في طرق آمنة لتقليل التكلفة.

أتذكر أمثلة من أحد المشاريع التي كنت أعمل بها وكانت تستلزم حفر وأكمال آبار نفط برية بأطوال وأعماق وميول مختلفة وكانت متوسطات التكلفة للآبار الرأسية تتراوح بين ال 1.5-2.0 مليون دولار والأفقية تتراوح بين 2.5- 5.0 ملايين دولار في ذلك الوقت من 20 سنة.

في هذا المشروع كان يستغرق حفر وإكمال ووضع البئر علي الإنتاج حوالي من 30-37 يوم. وفي دراسة لتنمية هذا المشروع الكبير كان يتوجب علينا حفر من 800-1100 بئر جديدة خلال بضعة سنوات – أقل من 5 سنوات. وكان هذا يعني إضافة حوالي 350 بئر في العام الواحد ما يعني الحاجة لاستخدام 34 جهاز حفر وبالنسبة لظروف المشروع والبلد المقام فيها كان من الصعب تمويل هذا العدد من الأجهزة مع تجهيز ال suppliers لدعم احتياجات الحفر والإكمال والرفع الصناعي والإنتاج داخل الآبار وحولها في مناطق الإنتاج.

وتم تشكيل فريق من الخبراء لبحث تحديات المشروع لدينا هدف مؤكد ولا يمكن التغاضي عنه ولدينا تحديات يمكن أن توقف المشروع تؤجله أو تلغيه.

وكان لي شرف أن أكون أحد الخبراء ال 7 للدراسة والتنفيذ، ورغم عشقي لإنتاج النفط والرفع الصناعي إلا أنني كنت أميل أكثر لتحديات الحفر والإكمال والتعامل مع الآبار لطول مدة ارتباطي معها ومع أجهزة الحفر أول عشرين سنة في رحلة عملي.

ومن أهم خطوات الدراسة كانت تحديد التكلفة ووقت التنفيذ الفعلية ومتوسط الوقت والمدة الزمنية التي نحتاجها لجعل المشروع ناجحاً ومقنع لحملة الأسهم وأصحاب العمل والممولين.

يعني استخدمنا معادلات بسيطة جداً من حفر البئر في 35 يوم ونريد تقليل المدة ل 10 أيام وبالتالي تقليل التكلفة ال 5 ملايين دولار بنسبة 30% أو أكثر.

وقمنا بتفنيد بنود الحفر والإكمال وتوصيل الآبار بتسهيلات الإنتاج بالتفصيل الدقيق.
وأضفنا أمام كل بند الوقت اللازم للتنفيذ العادي والمستهدف وكذا التكلفة لكل بند وتأثر تقليل الوقت عليها بالنقص أو الزيادة وكان أمامنا في كل بند عنصر مهم لا يقبل القسمة علي (2) وهو HS&E او الحفاظ علي البيئة وصحة وأمن الإنسان والآلة.

أبشركم بالنتائج أولاً ثم نعود لتفصيلات الخطط المطورة للتغلب علي التحدي . النتائج كانت جيدة بدأت أول 3 شهور بتخفيضات في مدة حفر الآبار لأسبوعين علي أقصي تقدير ثم تطورت بنهاية العام الأول لحفر البئر واكماله وتوصيله بتسهيلات الإنتاج في 10 أيام. طبعاً تكاليف شراء مستلزمات الحفر وإيجارات الحفارات وأجر خبراء شركات الخدمات والخدمات كانت تزيد مع الوقت لأنها مرتبطة بالسوق العالمي والتضخم والتجارة العالمية عموماً ولكن كانت المفاجأة في النجاح في توفير أكثر من المستهدف 30% وذلك يعود لاستخدام تقنيات واستراتيجيات كان لها فائدة كبيرة جداً.

الكلام ده حقائق مثبتة بورق عمل نوقش وقدم في مؤتمرات كثيرة ولاقى ترحيب ولكن كما تعلمون المؤتمرات المتخصصة لها دور في نشر أفكار وطرحها ولكن تنفيذها يحتاج لممارسة والدماغ الأصلية للتنفيذ تكون مشرفة علي التحديات دي في أماكن أخري لأن مشاريعنا في النفط والغاز صناعة ديناميكية وليست ثوابت وعلوم نظرية.

بمعني لا تكتفي بالتقليد ولكن أوجد الخبراء في فريقك يصنعون الفارق ويكون عندهم ملكة إتخاذ القرار وتطوير البرامج لملاعبة التحديات قبل حدوثها وليس أثناء الحفر والإكمال والإنتاج.

الكلام اللي جاي في التكملة بفلوس ولكن شباب المهندسين عشاق كسر التحدي عندي أغلي من أي مقابل. وللحديث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *