بداية يجب أن ندرك أننا جميعا مشاركون في خلق جيل بلا هوية، كما يجب أن ندرك أن ما يحدث لهذا الجيل متعمد ومقصود٠
فالعالم من حولنا أدرك أنه لن يستطيع النيل منا بقوة السلاح والسيطرة علينا طالما اننا نتمسك بالقيم الإنسانية، والعادات والتقاليد الدينية السليمة والإحترام والتماسك فيما بيننا فالكبير يحتضن الصغير ويحتويه والصغير يحترم الكبير ويقدره ٠
فكان لابد من تغيير طبيعة تلك المجتمعات عن طريق تغيير نظم التعليم في تلك الدول بما يحقق أهدافهم في خلق جيل بلا هوية، جيل ليس لديه انتماء للوطن، وقد حاصروا هذا الجيل من كل النواحي إما بالألعاب الألكترونية التي تضيع الوقت أو بالأفلام الإباحية التي تدمر الأخلاق، والقيم أو بالمخدرات التي تدمر الشباب وتقضي عليهم٠
وبذلك تخلق جيلا عاجزا عن التفكير والإبداع وبذلك تضمن التقدم والتميز لنفسها ٠
ومن الجدير بالذكر أن ما يحدث لهذا الجيل ينفذ بأيدينا فنحن الذين نساعدهم بالقضاء على التعليم في بلادنا بحجة أن التعليم لدينا متأخر، وأنه ليس لدينا من يطور التعليم٠ ولابد أن نستفيد من الدول الأجنبية في تقدم التعليم لدينا
بالطبع أنا ليس لدي مانع من الإستفادة من تلك الخبرات بشرط أن يقوم بدراستها والموافقة عليها رجال متخصصون في مجال التربية والتعليم على الرغم أننا لدينا من الخبرات المصرية والعلماء المتخصصون في كل المجالات ما يأخذ بأيدينا إلى بر الآمان ويصل بمصرنا إلى أعلى المستويات العلمية ٠
ولنقرأ التاريخ قديما عندما أراد عباس باشا والي مصر وضع قانون للتعليم ينظم سير العملية التعليمية، وعندما اسند ذلك الأمر للأجانب لم ينجحوا في وضع ذلك القانون، وعندما أسند الأمر إلى علي مبارك باشا ابن مصر البار الذي يهمه تقدم مصر ونهضتها أنجز الأمر وتقدمت البلاد على يديه ٠
لذلك إذا كنا حريصين على تقدم البلاد ونهضتها وخلق جيل جديد ينتمي إلى هذا البلد بكل حب ،و صدق علينا أن نترك التعليم لرجال التعليم المخلصين المحبين لوطنهم ونترك لهم العنان فى إصلاح التعليم ونراقبهم ونحاسبهم باستمرار بعد أن نوفر لهم عوامل النجاح ٠