تدبير النقص في الوقود الأحفوري لتشغيل محطات توليد الكهرباء والمصانع والمنازل له أبعاد مباشرة علي الأمن القومي المصري مما لاشك فيه أن إستيراد الغاز المسال ومشتقات النفط أحد الحلول قصيرة الأجل، ولكن له تحدياته وهي التعامل بالسعر التجاري العالمي ، و إرتفاع كلفة الاستيراد إلى جانب تحكم السوق في مصدر حيوي للتنمية ( الإعتماد علي الغير).
يجب علي الحكومة ممثلة في وزارة البترول العمل علي وجود مصادر بديلة مقنعة للسوق، إلى جانب النظر للخطط متوسطة وطويلة الأجل للإكتفاء الذاتي من الوقود كما كان الحال في ثمانينات القرن الماضي.
فالصحراء الغربيه لم تبوح بأسرارها، بعد فما تم اكتشافه وتنميته من آبار لم يتعد 10% من المساحات المحتمله لتواجد مصائد بترولية.
هناك طبقات تصلح كونها مصائد للنفط والغاز في الأعماق، من عصور الجيوراسيك لم تطأها قدم بعد وهي جديرة ببذل جهد استكشافي وتقسيمها بلوكات، ثم إجراء عمليات مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد بشكل احترافي وتحليل الخطوط السيزمية الناتجة ببرامج حديثة، تتيح لنا تحديد المناطق المحتمل احتواءها علي النفط والغاز. مع حفر مجموعة آبار استكشافية لأختبار خصائص التربة وأنواع السوائل والغازات، وتأكيد الفرص بشكل علمي وعرض النتائج في مؤتمرات عملية لتسويق الفرص بشفافية.
ثم نقسم البلوكات لحصص امتياز ونطرحها في مناقصات عالمية لجذب المستثمرين بأسلوب علمي مع تقديم تسهيلات في البحث والتنمية للشركات الجادة.
ما ذكرته من خطط يحتاج إداره بأساليب حديثة، مثل أساليب LEAN في البحث والتنقيب والتي طُبقت في دول خليجية مع نتائج رائعة في تخفيضات كلفة العمليات ما يصل ل 30% مع فرصة استخدام مكاتب استشارية متخصصة عالمية في التسويق للاكتشافات يكون لديها الثقة وتأخذ أجرها بنسبة العقود التي نصل إليها في نهاية هذه المرحلة.
جميع دول الخليج رغم احتواءها علي ثلث الاحتياطي العالمي ، تسلك هذه الطرق لتسويق المناطق الجديدة وتحقق نجاحات كبيرة في التنمية.