17 أكتوبر، 2024
البترول مقالات

عبد النبي النديم يكتب: المتحدث «السري» لوزارة البترول

منذ تشكيل الحكومة الجديدة وأداء القسم الدستوري أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، قام كل وزير بدراسة فورية لأوضاع وزارته، واختيار ممن رأى فيهم تحمل المسؤولية للنهوض بوزارته وإعادة تشكيل الهيكل القيادي، ومن أهم العناصر التي يجب مراعاة الدقة في اختيار فريق عمل الوزير من قيادات الوزارة هو المتحدث الرسمي بإسم الوزارة، الذي سيكون مسؤولا أمام وسائل الإعلام المختلفة من مندوبي الصحف والمواقع الإلكترونية، ولسان حال الوزير قبل الوزارة.

وهو ما حدث في وزارة البترول والثروة المعدنية فقد اختار المهندس كريم بدوي المهندس معتز عاطف متحدثا رسميا للوزارة، بالإضافة إلى مسؤوليته عن المكتب الفني للوزير، وجاء اختيار المتحدث الرسمي خارج كل التوقعات، فلا يوجد صحفي من محرري القطاع لديه أى معلومات عن المتحدث الرسمي لوزارة البترول الجديد، ولم يتم عمل سيرة ذاتية لصاحب المنصب الجديد وإرسالها لصحفي القطاع، للتعرف عن المسؤول الجديد عن حلقة الوصل بين الوزارة ووسائل الإعلام المختلفة،
ورغم عدم توقع أحد من محرري البترول في مصر هذا الاختيار، إلا أن الجميع التزموا الصمت حتى لقاء المتحدث الرسمي، وطال الانتظار، تحت بند القاعدة الموروثة «ويت آند سي» .
إلا أن الأمر طال بزيادة عن الحد، ومرت الجمعيات العامة لشركات البترول، وسفر المهندس كريم بدوي للخارج أكثر من مرة، ومعها زيادة أسعار اسطوانات البوتاجاز، رغم علمنا كمحرري للبترول أن زيادة الأسعار من اختصاص مجلس الوزراء، ولكن باعتبار أننا محرري البترول من اختصاصتنا متابعة ما وراء الخبر، فتم التواصل مع المتحدث الرسمي الجديد للوزارة تليفونيا وعلى الواتس آب.. لكن لا مجيب. وعلى الرغم من عدم مبادرة المتحدث الرسمي الجديد بالتواصل مع الصحفيين، وتحديد وسائل اتصال كجسر للتواصل مع الصحفيين، وهو ما لم يحدث حتى الآن، سعى الصحفيين للحصول على أرقام تليفونات المتحدث بمبادرة منهم، وهو ما كان يجب على المتحدث القيام به فور توليه المسئولية، إلا أن الاستجابة أصبحت مستعصية من الوافد الجديد على قيادات قطاع البترول .. لا حياة لمن تنادي..
إن ترتيب بيت المتحدث الرسمي من الداخل لا يمنعه من سرعة التواصل مع الصحفيين، ورغم المبادرة من صحفي القطاع بالمبادرة للتواصل مع المتحدث الرسمي، إلا أن هذه المبادرة قابلها المتحدث الرسمي الجديد بصمت تام منه، الأمر الذي يثير علامات استفهام كبيرة لا بد من توضيحها لتتضح الأمور، فقد اختاره المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية ليكون متحدثا رسميا بلسان حاله وحال وزارته .. وليس متحدثا سريا.. وما زلنا في انتظار اللقاء !!!

المتحدث الرسمي للوزارة هو الواجهة ولسان حال هذه الجهة، واختيار المتحدث الرسمي لا بد أن يتم بعناية فائقة وتتوافر فيه شروط تنبع من إلمامه الكامل بالمعلومات حول الجهة التي يتحدث بحالها، وتعيين المتحدث الرسمي يكون لأسباب يحددها المسئول الأول عن هذه الجهة وهو الوزير شخصيا، ويكون المتحدث الرسمي تحت الطلب ومتواجد في أى وقت ومتاح لكافة وسائل الإعلام، فهو ممثل للجهة التي يتحدث باسمها أمام الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، وهو حلقة الوصل بين الوزراة التي يمثلها ووسائل الإعلام المختلفة، لتصل المعلومات بشكل أكثر دقة وبشكل ميسر وسهل لتوضيح الحقيقة بأقصر الطرق، لتوضيح مواقف وقرارات الوزارة التي يعمل بها بموضوعية، والرد على المعلومات الخاطئة وتصحيحها، وكتابة البيانات والأخبار وإرسالها لوسائل الاعلام، أو عقد مؤتمرات صحفية يتحدث من خلالها الوزير أو المتحدث الرسمي نفسه.
ان اختيار المتحدث الرسمي للوزارات لا بد أن يتسم باللباقة وحسن التصرف في إدارة الأزمات الإعلامية، والتمكن من المهارات الإعلامية من حيث صياغة رسائل إعلامية احترافية، سرعة البديهة وغزارة المعلومات، والدقة والمصداقية في نقل الصورة الحقيقية والصحيحة لوسائل الإعلام ومنها للمواطنين، ولا يكون سبب أزمة مع وسائل الإعلام المختلفة، التي يتجاهلها منذ تولية مسؤولية التحدث باسم وزارة البترول، فقد انتشرت الهمسات بين الصحفيين عن سبب تأخر المتحدث في التواصل معهم وكثرت الأقاويل عن السبب، ولم يخرج المتحدث الرسمي لوزارة البترول ليقطع الشك باليقين في لقاء مع محرري القطاع حتى الآن..
فالصحفيين المتخصصين في الشأن البترولي في انتظار رفع الستار عن السرية المحاط بها المتحدث الرسمي الجديد لوزارة البترول..
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية…

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *