في يوم من الأيام كان الوليد بن يزيد بن معاوية حاكم المدينة المنورة يطالب الأمام الحسين حفيد الرسول صلي الله عليه وسلم أن يبايع أبيه يزيد بن معاوية للخلافة وكان الأمام الحسين يعارض هذه البيعة تماما
فقال له الوليد نحن لا نريد منك إلا كلمة فلتقل بايعت و اذهب لجموع الفقراء فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هي إلا كلمة.
فيرد الامام الحسين قائلاً : كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة؟ ما شرف الرجل سوى كلمة؟ ما شرف الله سوى كلمة؟ أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة. الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور. بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري. الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي. بالكلمة تنكشف الغمّة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة. عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلّمها للصيادين فساروا يهدون العالم الكلمة زلزلة الظام الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة).
و لتعلم يا عزيزي ان الكلمة مسئولية يجب أن تفكر قبل أن تنطق فبكلمه تجبر خاطراً وبكلمةٍ تكسر خاطراً وتحطمه والوعد كلمة والخيانة كلمة وكلمة منجية وكلمة مهلكة لصاحبها. والكلمة أداة الرأي، وأداة الثقافة، وأداة التعبير، من الرجال من وصل بها إلى أسمى الدرجات، ومنهم من حقق بها أكرم الغايات، وثمة من كانت سببا في بلوغه موارد الهلاك، وقد قيل: مقتل الرجل بين فكيه.
ترضي أمك بكلمة فتدعو لك بكلمة و الحب كلمة والكره والشهادة كلمة والإسلام كلمة كل شيء بكلمة وعلى كلمة.
إن للكلمة الطيبة أصل عظيم في التعامل الاجتماعي، وهي التي تحقق المآرب للناس، وتكسب التواد والتراحم، الكلمة الطيبة هي خُلق الإسلام الذي جاء به النبي، عليه الصلاة والسلام، وبعث ليتمم مكارم الأخلاق، وقد كان يقول: «الكلمةُ الطيبة صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ تخطوها إلى المسجدِ صدقة»، أي تنال بها أجراً؛ لأنها تسر السامع وتشرح الصدر، وقد لا تغير من الواقع شيئاً، كما قال في حديث آخر: ((لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ))
فعليك يا عزيزي ان تنتقي كلماتك واحذر ان هناك من يشتهي الكلام من أجل الكلام ولا يعلم ان تلك الكلمات سوف تثبت حقوق آخرين يوم يكون الحساب فلا تخوض في سيرة أحد ولا تنطق إلا صدق و لا تقل إلا خيراً كن راقياً صاحب لسان يحبه الناس ولا تكن من شر الناس كما قال نبينا الكريم في حديثه الشريف “فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه ، لا تراه إلا متلبساً بجريمة ، ولا تسمعه إلا ناطقاً بالأقوال الأثيمة .”
اللهم نسألك النجاة من شرور أنفسنا و من شر كلمات تظهر مننا العيب و سوء الخلق وأجعلنا ممن يحبهم الناس من حسن أقوالهم وروعة اخلاقهم.