23 فبراير، 2025
البترول مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: صناعة النفط ..ليس كل مايُنشر يصدق ..ولا كل مايقال يُسمع

أن يخرج علينا من يدعي الفهم في صناعة النفط والغاز، ويبث سموم وتشفي لمجرد انتقام من نظام أو لتشويه حالة إيجابية نعيشها في قطاع البترول المصري في ثوبه الجديد، ليس له غير أسم وحيد لا يصح التفوه به في منتدي محترمين.

إنتشر خبر أن شركة شيفرون الأمريكية فشلت في إيجاد الغاز في مشروعها غرب المتوسط وسحبت جهاز الحفر الخاص بها للصيانة في موانئ أسبانيا، لا أدعي معرفتي بدقة الخبر وصحته من عدمه.

( بالمناسبه سبقتها شل العالمية في 2008، وكانت مخطئة وندمت علي قرارها.)

ولكن استفاضة كاتب الخبر في تفنيده بادعائه أن مصر حفرت عدد من الآبار في حقول مختلفه وكان احتياطي الغاز بها X مليار قدم مكعب وعند (تقسيم الاحتياطي علي عدد الآبار يصبح الاحتياطي المقدر للبئر الواحدة Z.)

مجرد قراءتي لمعلومة بهذا الشكل بين القوسين تكفيني لأعلم أن من يشارك الخبر جاهل،  ولايدري شئ عن الصناعه! ويجعلني اتيقن أنه حاقد علي البلد، وينتقم من القائمين عليها ربما لأسباب شخصية أو مدفوع بمقابل لهدم الهمم وإشاعة اليأس في النفوس لإثباط الهمم.

في جميع مقالاتي المتعلقة بالنشاط البترولي في مصر أتوخي الدقه في اختيار الكلمة وأعطى كل ذي حق حقه أياً كانت النتائج وهذا ما جعل لكلمتي إحترام عند الأخوة الصحفيين ورؤساء التحرير المسئولين عن مجلات وأخبار الطاقه في مصر.

ولا أخفي عليكم أنني أردد عليهم بإحترام أنني أنشر مايمليه علي ضميري واحترامي لسنوات خبرتي المهنية الطويلة في أكبر مشاريع النفط والغاز في مصر والعالم،  ولا أكتب لإرضاء مسئول أو أشخاص لأنها آخر ما أفكر فيه. وأخيرهم مشكورين إما أن تنقلوا مقالاتي بالكلمه أو تتركوها لشأنها والحمد لله الكلمة الصادقة تفرض نفسها حتي لو لغير مختصين.

الإفتراء علي مجهود شباب مصريين تعمل في المجال وإحباطهم وبث القلق في نفوسهم علي أكل عيشهم من الكبائر لأنها تقتل، أتقبل هذا من مخابرات معادية أو عدو يتربص بالبلاد ولكن أن تخرج من مصريين يدعوا انتسابهم للمهنه لا يصح.

لطالما تألمت منذ ثلاثون عاماً وأنا استقبل طلبات الزملاء لأصل بسيرتهم الذاتيه للبحث عن عمل في دول الجوار أو لإجابة سؤال حائر عن أحوال البترول في البلاد وهل هناك أمل؟

ودائماً أعطيهم الأمل بصدق وأبدأ بنفسي واتهم نفسي أنني هربت من سوق العمل في القطاع في مصر،  لأنه كان ولا يزال يولي المسئولية لمن لا يستحق ويتخذ معايير لاختيار القيادات ليس في معظمها سليم وهذا يخلق بيئة طاردة للنجاح.

وأننا وأن كنا أساتذة الصناعة إلا إنه أفلت من بين يدينا حقول نفط وغاز وفرص منتجه، لم تأخذ حقها في الدراسه وانتهت وماتت اكلينكيا ولا تزال تحوي الخام بكميات اقتصادية لقلة حيلتنا تارة، ويمكن لجهل قيادات القطاع تارة أخرى ، وتخاذلنا عن بذل الجهد للإحساس بالظلم ومع ذلك كنا ننتج ما يكفي حاجتنا وكانت شركتي جابكو بترول خليج السويس تنتج أكثر من 700% مما تنتج اليوم عند مغادرتي لها من 25 أو 30 سنه!

نعود لقصة شيفرون الأمريكية في البحر المتوسط، وما إذا كانت نجحت أو فشلت في عملها؟ لايعنيني لأن في صناعة النفط والغاز وجود غاز أو نفط خام في 30% من آبار الاستكشاف والاختبار نجاح للمشروع وربما نجاح اقتصادي عظيم مشروط أيضاً للمتخصصين.

لطالما ناديت ونصحت الشباب أن مهنة صناعة البترول لا تعتمد فقط علي التعليم الأكاديمي فهذا يصنع من 15-20% مهندس بترول جيد ولكن النسبة الأكبر للخبرة والممارسة والتعرض للمشاكل وحلولها بأنسب الطرق اقتصادياً. وكلما كانت المشاكل والخبرات مكتسبة مشاريع متعددة في دول وثقافات مختلفة في التعامل مع التحديات كلما كانت خبرات قوية صلبة ومؤثرة.

ما أدراكم ما الذي دفع شيفرون وهي لاعب أساسي أمام سواحل إسرائيل للعمل في استكشاف غاز أمام السواحل المصريه؟ لا أعلم لاني لم أشرف علي نتائج انشطتها.

هل أهدافها إقتصادية بحته؟ أم ممزوجة بأهداف أخري؟

جميع هذه الأسئلة تترك للمسئولين في الدولة لبحثها وإيجاد الإجابات.

ولكن يكفيني ما شاهدته وحضرته من اجتماعات علي أعلى مستوي في شل هولاندا بين الجانب المصري ممثل في وزارة الخارجية والسفارة والرئيس التنفيذي لشل ومسئول الشرق الأوسط ورئيس شل مصر الماليزي،  ومعلوماتي المؤكدة عن حفر مجموعة آبار استكشافية في غرب المتوسط، وليس بالضرورة كل ما يحفر للاستكشاف والدراسة ننتج منه لأنه العرف أن لا إنتاج من آبار الدراسة والبحث،  ولكن الظروف الاقتصادية تحكم الدول الفقيرة وتدفعها لذلك وهذا يؤدي للبس واخفاق في النتائج ولكن لا يعني انعدام الفرص.

ياسادة العالم يغسل ال shale oil وينتج منه الخام ويغسل ال oil sand لنفس الغرض وهذه تكنولوجيات لم تدخل مصر، ولا يزال خبراء البترول المصريين ممن لم يحالفهم الحظ للعمل في مشاريع عالمية،  بعيدين تماماً عن تحديات بذاتها مثل المياه العميقة وانشطتها ولا يكفي القراءة آو المعايشة، لان الشركات لاتبوح بأسرارها لمن لم يوقع مذكرة حفظ سرية الوثائق والمعلومات ال confidentiality.

من الأقوال المأثورة “اترك الفاهم يتصرف .. ترتاح …وتريح ؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *