كتب : أحمد صقر
فاقمت أسعار النفط تراجعها وسط عدم تأثير الصراع في الشرق الأوسط حتى الآن على إنتاج الخام، فيما ذكرت فيه صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران عبرت بشكل غير معلن عن استعدادها لتهدئة التوترات مع إسرائيل.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط بما يصل إلى 4.9%، بعد أن تراجع في منتصف تداولات اليوم بنحو 1.3%، عقب تقرير الصحيفة الذي أفاد بأن طهران منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات بشرط عدم مشاركة الولايات المتحدة في الهجمات. وساهم هذا التطور في تهدئة المخاوف من أن يتوسع الصراع، ويهدد المنطقة التي تنتج نحو ثلث النفط العالمي.
رغم هذا التراجع، لا تزال أسعار النفط أعلى بكثير من مستوياتها قبل بدء الهجمات. فقد قفز الخام بأكثر من 7% خلال الجلسة التي تلت الغارات الجوية يوم الجمعة، وشهدت الأسواق تداول كميات قياسية من العقود الآجلة والاختيارات، فيما سارعت بنوك وول ستريت إلى التحذير من المخاطر المحتملة للصراع.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.3% إلى 69.87 دولاراً للبرميل عند الساعة 10:39 صباحاً بتوقيت نيويورك، بعد أن أغلق مرتفعاً بأكثر من 7% يوم الجمعة، كما تراجع خام برنت بنسبة 4.2% إلى 71.10 دولاراً للبرميل.
النفط يتقلب وسط الحرب
أدّى تصاعد التوتر إلى إرباك الأسواق المالية، إذ ارتفع النفط بأكثر من 13% يوم الجمعة قبل أن يقلص بعض تلك المكاسب، في وقت اتجه فيه المستثمرون نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
كما ألغت إيران محادثات نووية كانت مقررة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان يوم الأحد، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وأفادت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية بأن الضربة الإسرائيلية على الحقل تسببت في انفجار قوي وحريق في مصنع لمعالجة الغاز يوم السبت.
يُستخدم الغاز الإيراني بشكل أساسي للاستخدام المحلي ولا يُصدّر على نطاق واسع، حيث يُوفّر الحقل ما يقرب من ثلثي إمدادات البلاد، على الرغم من إنتاج وتصدير مكثفات.
مخاوف إغلاق “مضيق هرمز”
في حين أن الهجوم على البنية التحتية لإنتاج الغاز في إيران يثير القلق، فإن أكبر مخاوف سوق النفط تتركز على “مضيق هرمز”. يشحن منتجو الشرق الأوسط حوالي خُمس الإنتاج اليومي العالمي عبر الممر المائي الضيق، وقد ترتفع الأسعار أكثر إذا حاولت طهران إغلاق المضيق.
كتب موكيش ساهديف، المحلل في شركة “ريستاد إنرجي” في مذكرة: “يظل الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز من قِبل إيران أهم حدث مُحرك للسوق يجب مراقبته، والذي قد يدفع أسواق النفط إلى منطقة غير مسبوقة”. وأضاف: “لا توجد حتى الآن أي دلائل على أن مثل هذا السيناريو وارد”.
رغم ذلك، تشير مقاييس سوقية مراقبة على نطاق واسع، إلى حالة من الذعر بشأن مخاطر الإمدادات الفورية، فضلاً عن تصاعد المخاوف من صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط.
وقفز الفارق بين أقرب عقدين لخام “برنت” لشهر ديسمبر، وهو مؤشر رئيسي على التوازنات طويلة الأجل، بما يصل إلى 1.29 دولار للبرميل ليبلغ 3.48 دولار.
كما تُصدر أسواق الخيارات إشارات تحذيرية، إذ ما تزال الانحرافات تميل لصالح عقود الشراء الصعودية خلال جلسة التداول الآسيوية، بينما تظل مستويات التقلب مرتفعة. وكانت أحجام التداول أيضاً أعلى بكثير من المعتاد.