9 يوليو، 2025
مقالات

الطموح – بقلم عبدالفتاح موسى

لا أحد يُنكر جمال الطموح…

فهو الوقود الذي يُشعل في داخلنا الرغبة في الحياة، وهو ذلك الحلم الهادئ الذي يراودنا في كل لحظة، ويهمس لنا: “أنت تستحق الأفضل.”

 

لكننا ننسى أحيانًا أن الطموح بلا ضوابط يمكن أن يتحول إلى وحش، وحش يلتهم الصداقات، ويهدم المبادئ، ويزرع الشك بين القلوب، فنجد أنفسنا – دون أن ندري – في ساحة صراع، لا نعرف فيها من معنا، ومن علينا، الكل يركض… يتزاحم… يدفع غيره، يطيح به، فقط ليصل قبل الآخرين.

 

أيها الطموح وأنت في طريقك نحو حلمك… تذكّر دائمًا” أن تصل متأخرًا وأنت نظيف القلب ،خيرٌ من أن تصل أولًا تاركا خلفك جروحا تسببت فيها و ضحايا لا تحصى.

 

لا تجُر على حق أحد، ولا تخسر صديقًا صادقًا من أجل منصب زائل أو مصلحة عابرة ، ولا تدخل معركة لم تكن لك، فبعض الحروب خاسرة حتى وإن بدت رابحة.

 

احذر أن تكون أداة في يد من يعرف كيف يضع الجزرة أمامك، ليدفعك نحو أهدافه لا أهدافك، فما أكثر من يستخدمون شعار “المصلحة المشتركة”، وما أقل من يصدقون فيه.

 

وتذكّر -ليس نفاقًا -أن تحاول كسب قلوب الجميع، -ليس ضعفًا- أن تختار السلام بدلا من المواجهة، ولا عيب في أن تبتسم حتى لمن خذلك، فأنت لا تمثّل أحدًا سوى نفسك،.

وإذا نجحت في أن تعيش بسلام داخلي، دون أن تخسر مَن تحب…….فقد حققت أعظم طموح.

 

الطموح الحقيقي ليس في الوصول فقط…

بل في أن تصل دون أن تخون نفسك،

أن تنجح وتبقى كما أنت… صادق، بسيط، نقيّ…… باختصار ان تكون إنسان.

 

ووقتها فقط ستنظر إلى المرآة وتبتسم.

لن تهمك الجوائز ولا التصفيق، لأنك ستعرف أنك لم تكن يومًا عبدًا لمصلحة،

ولا تابعًا لأحد…كنت سيد قرارك

لذلك نصيحتي لك

كن أنت .. كن صادقا … كن طموحاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *