21 يوليو، 2025
أخبار مصر مقالات

المهندس صبري الشرقاوي يكتب: مهلكات هذا الزمان

لا إله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم. ما سأقوم بسرده هنا وان كان في العمر بقية سوف اواصل هذه المقتطفات وهي أشياء تجول بخاطري بعد سن الخامسة والستون. هذه الكلمات التي سأكتبها هي من باب ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وكان يكمل شيخي هذه الجملة اننا لا نقول انها تنفع الفاشلين. وأيضا من باب سمعت فيه شيخي يقول يا بنى لو أنك سقطت في حفره ورأيت واحد قادم سيقع فيها قم بتحذيره فانت بذلك نجيت اخيك ويمكن ان يأخذ بيدك ويخرجك من الحفرة أهذا أفضل ام يسقط فوقك ويقتلك. وهذا معناه انى وان كنت وقعت في ذنب احذر الناس من هذا الذنب. وعموما انا رجل قضى عمره في مجال البترول ولست شيخا ولا ادعى ذلك، ولكن اسرد هنا ما يقلق نومي وفض مضاجعي هذه الأيام والحق كل الحق لكل من لا يعجبه ما سأقوم بكتابته.

سوف أتكلم اليوم عن افه من افات هذا العصر ومهلكه من المهلكات التي تؤدى ال ضياع ديننا وتأكل الحسنات كما تأكل النار الهشيم ألا وهي افه الغيبة والنميمة. لا يخلو مجلس منها ولا تنجو جلسة أصدقاء من الوقوع فيها بل ولا ينجو بيت او اسره من الوقوع فيها يوميا مما ادى ان اولادهم يعتبرونها عاده وليست افه تدمر كل حسنه يفعلونها. واسف أن أقول اننا يمكن ان نكون سمعنا مقرئ يومها يتلو قول المولى عز وجل: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). أو يمكن ان يكون قد سمع حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، ما الغِيبةُ؟ قال: ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ. قيل: أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه، وإن لم يكنْ فيه ما تقولُ فقد بهَتَّه. لا إله الا الله ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم حتى وان كانت فيه الصفة التي اصفه بها أو الفعل الذي اذكره عنه. والمصيبة الكبرى ان لم تكن فيه فهذا هو عين الزور والبهتان. وكنت أحيانا كثيره يدخل علينا زميل في العمل ونكون نتكلم عنه بانه انجز عملا او أكمل مهمه فكنت أقول لها مرحبا بك كنا نأكل في لحمك مع أننا لم نذكره بسوء ويضحك من يجلس معي. كم منا وانا منهم يقع في هذه المهلكة؟ كم منا يأكل جيفه أخيه يوميا؟ كم منا يقع يوميا في الزور والبهتان؟ يا منجى من المهالك نجنا بحولك وقوتك. قال شيخي ان الامام الشافعي جاءه أحد تلاميذه وقال له سوف أذهب الى الطبيب أو الحكيم فلان فقال له، بل اذهب الى الى فلان فهو اطب منه ما يعنى انه اشطر منه وبعد أن ذهب تلميذه تذكر أنه وقع في النميمة فصام ثلاثة أيام. لا حول ولا قوه الا بالله يصوم ثلاثة أيام من أجل هذه السقطة فكم يجب أن نصوم نحن؟ هل وجب علينا أن نصوم الدهر كله حتى نكفر عن سقوطنا اليومي في هذه المصيبه. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم. اللهم نجنا من هذه العاده المدمره لكل عبادتنا والتي اضاعت علينا كل ما نفعله من صلاه وذكاه وعمره وحج وافنت كل ما نستطيع فعله من حسنات. اللهم أحسن خاتمتنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *