20 يوليو، 2025
مقالات

محمد رضا النديم: إنشاء بيوت خبرة في مجلس النواب.. خطوة نحو تشريع أكثر كفاءة

 

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على مختلف الأصعدة، بات من الضروري لمجالس النواب أن تمتلك أدوات قوية لدعم أعضائها وتمكينهم من أداء أدوارهم التشريعية والرقابية بكفاءة وجودة عالية. ومن هنا تبرز فكرة إنشاء بيوت خبرة داخل مجلس النواب كخطوة مهمة وملحّة، تواكب متطلبات العصر وتدعم صناعة القرار القائم على المعرفة والعلم.

📌 ما المقصود ببيوت الخبرة؟

بيوت الخبرة هي وحدات أو مراكز متخصصة تضم خبراء ومختصين في مجالات متنوعة، وتُعنى بتقديم الدراسات والاستشارات والتقارير المتعمقة حول مختلف القضايا المطروحة على أجندة المجلس. وهي بمثابة ذراع بحثي واستشاري يعمل على توفير معلومات وتحليلات دقيقة ومحايدة تدعم النواب في صياغة مشروعات القوانين، ومراجعة الاتفاقيات، وممارسة الدور الرقابي.

🎯 لماذا يحتاج مجلس النواب إلى بيوت خبرة؟

إن العمل النيابي لم يعد يعتمد فقط على الخبرة الشخصية للنائب أو رأيه الفردي، بل يحتاج إلى منظومة متكاملة من المعرفة، تشمل أبعادًا قانونية واقتصادية واجتماعية وتقنية. وجود بيوت خبرة يحقق عدة فوائد منها:

تعزيز جودة التشريعات: إذ يتم إعداد مشروعات القوانين بناءً على دراسات وبيانات موثوقة تراعي كافة الأبعاد وتحد من الثغرات القانونية.

توفير مرجعية علمية: تتيح للأعضاء الوصول إلى معلومات حديثة وموثقة دون الحاجة للاعتماد على مصادر خارجية قد تفتقر للدقة أو الحيادية.

دعم اللجان النوعية: بيوت الخبرة ستكون داعمًا رئيسيًا للجان البرلمانية أثناء مناقشة القوانين أو الاتفاقيات الدولية.

زيادة الثقة لدى المواطنين: عندما تكون القوانين مبنية على دراسات وأبحاث موضوعية، يزيد ذلك من مصداقية المجلس وثقة الناس في قراراته.

🏛️ كيف يمكن إنشاء بيوت الخبرة؟

يكون تأسيس بيوت الخبرة بقرار من رئاسة المجلس أو من خلال تعديل لائحة المجلس الداخلية لتضم نصوصًا تنظم إنشاء هذه المراكز وآلية عملها. يمكن الاستعانة بكفاءات وطنية من أساتذة الجامعات، والخبراء، والباحثين، مع توفير ميزانية مستقلة لهم لضمان استمرارية عملهم. كما يمكن عقد شراكات مع مراكز بحثية وجامعات محلية ودولية لتعزيز جودة الإنتاج البحثي.

🌟 تجارب ناجحة

لا تعد هذه الفكرة جديدة كليًا؛ ففي العديد من البرلمانات حول العالم توجد وحدات بحثية متخصصة تقدم المشورة والدعم العلمي للنواب، وتساهم بفاعلية في تجويد العمل التشريعي. لذا فإن نقل هذه التجربة وتطبيقها وفق احتياجاتنا الوطنية سيكون خطوة متقدمة في مسار تطوير العمل البرلماني.

✨ ختامًا

إن إنشاء بيوت خبرة داخل مجلس النواب لم يعد رفاهية، بل هو ضرورة حقيقية تفرضها طبيعة التحديات المعاصرة. فالبرلمان القوي هو الذي يمتلك الأدوات التي تمكنه من ممارسة دوره بكفاءة واحترافية، بعيدًا عن الاجتهادات الفردية التي قد لا تكفي وحدها في عصر تسيطر فيه المعلومات الدقيقة والبيانات الصحيحة على مراكز صناعة القرار.

فليكن في يد كل نائب بيت خبرة يمده بالمعلومة والتحليل والدراسة، ليصبح القرار البرلماني أكثر نضجًا، والقانون أكثر إحكامًا، وثقة المواطن بمجلسه في أوجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *