فيه حاجة في الزي الصعيدي الرجالي بتفرض احترامها من غير ما تطلبه.
مش علشان الشكل، ولا علشان الجلابية والعِمّة،
لكن علشان الهيبة اللي خارجة من البساطة، والكرامة اللي باينة حتى في الهدوء.
الزي ده مش مجرد لبس…
ده رمز لهوية مجتمع كامل،
لرجال اتربّوا على الاحترام،
وعلى فكرة إن الرجولة مش كلام ولا مظهر،
الرجولة فعل وسلوك، وتاريخ من المواقف الحقيقية.
لما تشوف راجل صعيدي بجلابيته، بتحس إن الزمن وقف شوية،
كأنك بتشوف صورة من الماضي الجميل،
بس الصورة دي لسه عايشة في الحاضر بكل ما فيها من أصل وثبات.
الزي الصعيدي بيحكي عن رجولة متورّثة،
عن أب وجدّ عاشوا بنفس البساطة،
لكن كان ليهم حضور ما يتنساش.
رجال ما احتاجوش يتزيّنوا ولا يتكلفوا،
بس وقفتهم كانت كفاية عشان الناس تحترمهم.
في كل خيط من الجلابية،
وفي كل لفة عِمّة،
فيه قصة عن الشرف، والكرامة، والانتماء.
عن مجتمع لسه بيشوف إن قيمته في أصله، مش في مظهره.
عن ناس بيعيشوا عادي، لكن جواهم وقار الدنيا كلها.
بحب في الزي الصعيدي الرجالي إنه بيعبّر عن الرجولة الهادية،
اللي فيها طيبة، وفيها حزم،
وفيها احترام للذات من غير غرور.
هو زيّ بسيط، بس بيحمل معنى كبير:
معنى الاحترام، والصدق، والاتزان.
يمكن علشان كده، لما أشوف راجل لابس جلابيته الصعيدي،
بحس إن فيه حاجة مطمّنة،
ريحة الأصل، وجدعنة الناس اللي كانت كلمتها عهد،
واللي كانوا لما يقولوا “تمام”، تبقى فعلاً تمام.
وفي الآخر…
أنا يمكن مش صعيدية،
بس بجد ممتنّة لوجودهم.
لأنهم بيخلّونا نفتكر إن لسه فيه ناس بتحافظ على معناها،
ولسه فيه رجالة بتفهم الرجولة على أصولها…
بهدوء، وباحترام، وبكرامة..