15 نوفمبر، 2025
البترول مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: سقوط برج الحفار ..ليس نهاية العالم؟

سقوط برج حفر شركة عريقة، ليس نهاية الدنيا أياً كانت الأسباب، ويجب أن نطوي هذه الصفحة ونهتم بدراسة الأسباب الجذرية المسببة ونقلها للزملاء علي جميع أجهزة الحفر البرية.

منذ قديم الأزل وتتفاوت خبرات العاملين في الكفاءة أثناء رفع وإنزال أبراج الحفر وقت الانتقال لأماكن حفر جديدة.

كل جهاز حفر له فريق وهذا الفريق له نظام وظيفي متدرج ويخضع لمعايير التقييم السنوي بعدد ساعات العمل والساعات الغير منتجه NPT وعدد ساعات التوقف انتظار،  وعدد عمليات الانتقال، وRig up/DN وعدد إصابات العمل وانجازات العمل لعدد ساعات دون إصابة ، كل هذه المعلومات يتم بها وعلي أساسها تقييم وتقدير مديري أجهزة الحفر Rig manager او Snr tool pusher أو باشريس أيا كان مسماه في منطقته وشركته، ولكنه في النهاية يكون شخص علي دراية بكل ما يتعلق بجهاز الحفر التابع له وجميع مكوناته وأهمها عربة برج الحفر وطبلية الحفر Derrick tower and rig floor أثناء عمليات الرفع والانزال.

لتبسيط الأمور للغير متخصصين بتكون عملية شبيهه برفع البوم لونش ثقيل لارتفاعات شاهقة تبلغ 36-40 متر في الهواء.

أهم ما في عملية الرفع والانزال، بساتم ضغط زيت وعملية التحكم في شد وايرات الصلب لتأمين البرج وتثبيته عند وصوله للوضع الرأسي .

أيضاً هناك عوامل خارجية تحكم قرار الرفع والإنزال تتعلق بثبات موقع الحفر وتجهيزة لقواعد معدات ثقيلة وسرعة الرياح وتوافر إضاءة تمنح الوضوح التام. لذلك يمنع تماماً إجراء هذه العمليات أثناء الظلام أو كثافة الضباب أو ما شابه من ظروف الصحراء.

الأهم أنه في كل شركة يوجد فريق متميز بخبرات مكتسبة علي مدار سنوات طويلة من مدير جهاز ومهندس جهاز وحفار ومجموعة وناشين علي أعلى درجة من الكفاءه. هؤلاء عملهم الرئيسي التواجد والإشراف لإنزال ونقل ورفع الأجهزة الثقيلة أو المشكوك في قدرات أطقمها الرئيسية إلى جانب عملهم الدوري بالتجول حول الأجهزة وهي تعمل لفحص أعمال الصيانة والتشحيم وكفاءة المعدات والأدوات وجاهزية الأشخاص.

بدون تحقيقات مصر بعد الثورة عندها خلل في الجزئية الأخيرة،  وللأسف نقص العمليات أثر علي كفاءة الأطقم وانعدام التدريب نيم العقل أو أبطأ تفكيرة إلى جانب الآفة الأكبر وهي الـ self confidence اللي تجعل من العامل أو المدير القديم في أرقام الكشوفات البيرول متيقن من كفاءته وجاهزيته وهو الله أعلم بحاله.

لا نبكي علي اللبن المسكوب، والحمد لله أن لا خسائر في الأرواح،  ويتبقي عامل واحد يخضع للعلاج وتقوموا منها علي خير ويعود الجهاز في وقت أسبوعين ثلاثة لعمله آمناً،  ونتعلم مما حدث ونكثف التدريب يا شباب ونراجع النقاط الأساسية لمثل هذه الأعمال الخطرة، “ولا نأخذ أياً منها علي أنها روتين ” فهي لم تكن يوماً كذلك لأني وضحت أنه يدخل فيها ثلاثة عوامل رئيسية وعوامل كثيرة مساعدة،  الإخفاق في إحداها يؤدي لكارثة.

الحمد لله علي السلامة، وجهاز تاني ينقل لعجيبة ولا تعطلوا العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *