18 نوفمبر، 2025
أخبار مصر

الجامعة الأمريكية بالقاهرة تستضيف المؤرخ المرموق رشيد خالدي للحديث عن حرب المائة عام على فلسطين

كتب فتحي السايح

استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخرًا المؤرخ البارز رشيد خالدي، في محاضرة بعنوان “حرب المائة عام على فلسطين: حوار مع رشيد خالدي.” وخالدي هو أستاذ إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية الحديثة بقسم التاريخ بجامعة كولومبيا. أتاحت المحاضرة، التي أدارتها الدكتورة رباب المهدي، الأستاذ المشارك للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وخريجة الجامعة دفعتي ’96، ’98، فرصة فريدة للطلاب للتفاعل مباشرة مع أحد الأصوات المعاصرة الأكثر تأثيرًا في تاريخ وسياسات الشرق الأوسط.
ركزت محاضرة الخالدي على كتابه الشهير، حرب المائة عام على فلسطين: تاريخ الاستعمار الاستيطاني والمقاومة، الذي يقدم تحليلًا تاريخيًا مفصلًا يمتد لمائة عام من 1917 إلى 2017، مجادلًا بأن الصراع على فلسطين يُفهم على أفضل وجه كـ “حرب على فلسطين”، وهي حملة مستمرة وممتدة لقرن من الاستعمار الاستيطاني والمقاومة الأصلية.
افتتح خالدي المحاضرة بمشاركة الدافع الشخصي وراء هذا العمل البحثي الدقيق، مشيرًا إلى أنه كتب الكتاب في المقام الأول لجمهور غربي لمواجهة عقود من “التضليل والأكاذيب والأساطير” التي شوهت تاريخ فلسطين. وقال: “لقد كتبت هذا الكتاب للرد على التشويهات المحيطة بفلسطين وتقديم سرد يستند إلى التاريخ المعاش، وتجربة عائلتي وأصوات الناس العاديين”.

وأكد خالدي على أن حجة الكتاب بأكملها تتلخص في عنوانه الكامل: حرب المائة عام على فلسطين: تاريخ الاستعمار الاستيطاني والمقاومة. وأضاف: “كل كلمة في هذا العنوان تهدف إلى نقل رسالة محددة… أردت أن أثبت بوضوح وتأكيد أن هذه سلسلة من الأحداث بدأت مع ظهور الاستعمار البريطاني في فلسطين”.

ناقش خالدي كيف أن الديناميكيات التي يتتبعها على مدى قرن — التدخل الاستعماري، واختلال توازنات القوى الجيوسياسية، والنضال من أجل تقرير المصير — لا تزال تشكل حقائق اليوم. وأكد أن الصراع على فلسطين هو في جوهره نضال سياسي حديث مدفوع بقوى استعمارية وسياسية محددة، وليس عداوة دينية أو عرقية قديمة.

استقطب الحدث، الذي أُقيم في قاعة مكتظة بالكامل، مجموعة واسعة من الحضور، بما في ذلك طلاب مصريون ودوليون من مختلف التخصصات الأكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس، وأفراد مجتمع الجامعة، مما يؤكد الاهتمام الشديد بالسرد التاريخي المحيط بفلسطين.

وفي نقاش مثمر مع الطلاب، تناول خالدي مجموعة واسعة من الأسئلة التي دارت حول تأثير تحول الرأي العام الأمريكي، وتداعيات الاعتراف الأوروبي الأخير بدولة فلسطين، وموثوقية وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي لتوثيق الحرب. وأثار آخرون قضايا إقليمية أوسع، بما في ذلك تفكك العالم العربي، والتدخل الخارجي في الصراعات المحلية، وكيف تتقاطع المظالم العالمية — من السودان إلى سوريا — مع النضال الفلسطيني.

اختتم خالدي بملاحظة تفاؤل حذر، مشيرًا إلى ما وصفه بتحول غير مسبوق في الرأي العام العالمي، خاصة بين الشباب. وقال: “ما رآه الناس في غزة لا يمكن نسيانه”. وأضاف: “ولأول مرة، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير المستقلة، لم يعد الكثيرون يعتمدون على الروايات السائدة. لقد لعب الشباب اليوم دورًا حاسمًا في تحدي عقود من التضليل الإعلامي”.

بالنسبة لطلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قدم الحدث أكثر من مجرد تحليل تاريخي. لقد وفر مساحة للتفكير في الحقائق المعاصرة، وفهم الترابط العالمي، والنظر في مسؤوليات الباحثين والمواطنين والمناصرين الصاعدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *