23 نوفمبر، 2025
البترول

نفط “لوك أويل” يواصل التدفق من العراق مع تولي بغداد للمبيعات

يُواصل النفط المتدفق من حصة شركة “لوك أويل” (Lukoil PJSC) في أحد الحقول العراقية وصوله إلى الأسواق العالمية، مما يخفف المخاوف من حدوث اضطرابات في الإمدادات على إثر العقوبات المفروضة على عملاقة الطاقة الروسية.

تبين هذا الشهر أن “لوك أويل” اضطرت إلى إعلان القوة القاهرة على الشحنات الصادرة من حصتها في حقل “غرب القرنة 2″، وهو إجراء يتيح للشركة التنصل من التزاماتها التعاقدية، فيما جرى تجميد المدفوعات المستحقة لها.

عقوبات أميركية على “لوك أويل”
جاء القرار عقب إعلان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر فرض عقوبات على العملاقة الروسية، ما أثار شكوكاً حول استمرار تدفق النفط.

أفاد أشخاص مطلعون على الأمر أن شحنات النفط من الحقل لا تزال تصل إلى العملاء، وأن شركة تسويق النفط العراقية “سومو” تولت عملية البيع وتحتفظ حالياً بالعائدات داخل العراق. وامتنع هؤلاء الأشخاص عن كشف هوياتهم نظراً لمناقشتهم أموراً سرية.

استمرار إمدادات النفط العالمية
يُعدّ استمرار تشغيل حقل “غرب القرنة 2″، وهو أكبر أصول “لوك أويل” الدولية في مجال الاستكشاف والاستخراج، دليلاً على الجهود التي تبذلها الدول لتجنب صدمات الإمدادات بعد العقوبات الأميركية. وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قد فرض الشهر الماضي عقوبات على “لوك أويل” و”روسنفت” (Rosneft PJSC)، وهما من أكبر المنتجين الروس، على أن يبدأ تنفيذها في 21 نوفمبر. إلا أن جزءاً من القيود المفروضة على “لوك أويل” أُرجئ إلى الشهر المقبل.

شركات نفط حكومية تتولى التشغيل المؤقت لحقل “لوك أويل” في العراق

في هذا الإطار، أجرى العراق محادثات مع وزارة الخزانة الأميركية لبحث إمكانية نقل ملكية حصة “غرب القرنة 2” قبل دخول العقوبات حيّز التنفيذ، أو الحصول على تمديد إضافي للمهلة.

تدفق الخام من العراق
يستطيع حقل “غرب القرنة 2” ضخ ما يقرب من نصف مليون برميل يومياً من الخام المتجه إلى مصافي التكرير في آسيا وأوروبا. وبحسب الأشخاص المطلعين، تتولى شركة تسويق النفط العراقية “سومو” بيع جزء من إنتاج الحقل مباشرة إلى المصافي، بينما يُعاد توزيع الكميات المتبقية على منتجين آخرين يعملون داخل العراق.

تواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات خاضعة لعقوبات أميركية خطر استبعادها من النظام المالي الغربي والمعاملات المُقوّمة بالدولار. وهذا أمر يثير قلق المنتجين، إذ يُباع الجزء الأكبر من النفط بالدولار، كما تدفع الشركات المنتجة للمتعاقدين بالعملة نفسها مقابل استثمارات البنية التحتية.

لم تُدلِ وزارة النفط العراقية بأي تعليق خارج ساعات العمل الرسمية، كما لم تصدر “لوك أويل” رداً فورياً على طلب مماثل.

مستحقات شركات النفط العالمية
تتقاضى شركات النفط العالمية العاملة في العراق مستحقاتها على شكل براميل من الخام بدلاً من المدفوعات النقدية، وذلك مقابل أعمالها داخل البلاد. كما تمتلك هذه الشركات حصة من ما يُعرف بالنفط الخام المُساهم وفقاً لنسب مشاركتها في الحقول، وهو ما يتيح لها بيعه في السوق المفتوحة أو استخدامه داخل مصافيها الخاصة.

في هذا السياق، تجري شركات عالمية مثل “إكسون موبيل” (Exxon Mobil) و”شيفرون” (Chevron) محادثات لتولي إدارة الحقول العراقية.
كما انسحبت شركة “غنفور” (Gunvor) السويسرية لتجارة الطاقة من عرض الاستحواذ على الأصول الدولية العائدة لشركة “لوك أويل”، بعد أن وصفتها وزارة الخزانة الأميركية في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “دمية للكرملين”، مؤكدة أن الصفقة لن تحصل على أي موافقة لإتمامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *