ما بين نضج خليج السويس وبدايات البحر الأحمر.. سؤال يعكس الواقع بصدق كنت قد قررت التوقف مؤقتًا عن متابعة كتابة أجزاء هذه السلسلة التي بدأناها، لكن لفت انتباهي تعليق أحد القرّاء المهتمين بتاريخ البترول في مصر. كان سؤاله صادقًا، وواعيًا، ويعكس اهتمامًا عميقًا بتطورات صناعة البترول، خصوصًا في منطقتي خليج السويس والبحر الأحمر. كتب يقول:
«بين جبلين.. وُلدت الحقول من رحم الجفاف وبفعل الإصرار» في الحلقة التاسعة، انتقلنا من جبل الزيت إلى قلب الصعيد، حيث فجّر حقل البركة مفاجأة من العيار الثقيل، جاءت في مرحلة مبكرة من أعمال الاستكشاف. فبعد حفر ثلاث آبار جافة، جاء الكشف البترولي سريعًا في البئر الرابع، ليؤكّد أن الأرض قد تُخبّئ كنوزها في أماكن
من جبل الزيت إلى جبل البركة.. حين تتكلم الأرض بغير ما اعتدنا سماعه.. حقل البركة اسم على مسمّى أُتيحت لي الفرصة لزيارة حقل البركة، الذي يقع على بُعد نحو ٨٠٠ كيلومتر جنوب القاهرة، ويُعدّ أبعد نقطة في مصر يُنتَج منها البترول. خلال جولتي داخل الحقل برفقة المهندس مدير الحقل المسؤول عن التشغيل والإنتاج، انتابني سؤال
من وقودٍ مُهمل إلى شريان حياة.. كيف غيّر البترول وجه العالم؟ مع نهاية القرن التاسع عشر، وبينما كانت الثورة الصناعية تعيد تشكيل العالم، سُجّل أول اكتشاف فعلي للبترول في مصر عام 1886، في منطقة جمسة جنوب غرب خليج السويس. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما جدوى البترول في زمن لم تُعرف فيه بعد السيارات
بوابة الدخول الأولى.. من الخوذة إلى الخرائط في منتصف شهر مايو عام 2008، استلمت عملي في شركة الحفر المصرية، وكانت تلك اللحظة بمثابة البوابة الأولى التي فتحت لي الطريق لدخول عالم البترول المصري. ذهبت إلى المقر الرئيسي للشركة لاستلام عدّتي الأساسية: عدد ٢ أفارول، خوذة، سيفتي، وأدوات السلامة اللازمة للانضمام إلى فريق حفر آبار البترول
مفتاح المقبرة الجيولوجية في مارس 2021، تم تكليفي بمتابعة حفر بئر ضمن برنامج استكشافي يشمل حفر بئرين، وكان هذا هو البئر الثاني، ويقع شمال حقل عش الملاحة بحوالي 10 كيلومترات. ما إن وصلت إلى موقع البئر حتى شدّ انتباهي هذا المشهد الخلاب، كما يظهر في الصورة المرفقة، حيث يتجلّى أمامنا مقطع طبقي واضح من عصر
البُعد البيئي والعلمي.. لا الجيولوجي والتاريخي فقط “جبل الزيت كما هو: عينات تُوثَّق ولا تُنتزع” ضمن رحلاتي المتكررة إلى منطقة جبل الزيت، والتي أسرد قصتها في هذه السلسلة تحت عنوان «ميلاد صناعة البترول في مصر»، أتيحت لي الفرصة لتوثيق كثير من المشاهد الجيولوجية الفريدة، التي تشهد على تاريخٍ طويل من التحوّلات الطبيعية والأنشطة البشرية الأولى.
«مرجانٌ يروي قصة خزان» في هذا المشهد الساحلي من منطقة جبل الزيت نرى جزءًا ضخمًا مكسورًا من مستعمرة شعاب مرجانية قديمة ( massive coral)، تظهر فيه بوضوح فتحات الحُجُرات الصغيرة (corallites) على السطح العلوي، بينما تكشف الجهة المكسورة عن بنية شعاعية تُجسّد نمو الهيكل الكلسي للمرجان طبقةً فوق طبقة. هذا الحجر الكربوناتي ليس مجرد قطعة
(قصة الصورة – من قلب الطبقات المنتجة للبترول) بعد 138 سنة من تلك الصدفة التي غيّرت مجرى التاريخ في وادي الكبريت، وقفتُ في نفس المكان تقريبًا، حيث التقت الصدوع الصخرية مع نشع البترول، وحيث بدأت رحلة البحث عن الكنوز المدفونة تحت سطح الأرض. الصورة التي أشاركها معكم اليوم التُقطت شرق جبل الزيت، وتحديدًا على طريق
في قلب الصحراء المصرية، وتحديدًا في منطقة تُعرف باسم “وادي الكبريت” الواقعة بالقرب من جبل الزيت، كانت بعثة فرنسية في عام 1886 تبحث عن خام الكبريت، والذي كان يستخدم حينها في صناعة البارود. لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن تقودهم هذه الرحلة إلى واحدة من أغرب الصدف الجيولوجية. فبينما كانت أعمال البحث مستمرة،
