تهامي كرم يكتب: وداع زينب… زهرة الإيمان وطالبة الطب الحافظة للقرآن
تهامي كرم يكتب: وداع زينب… زهرة الإيمان وطالبة الطب الحافظة للقرآن
تهامي كرم يكتب: وداع زينب… زهرة الإيمان وطالبة الطب الحافظة للقرآن
منذ فجر الإنسانية، ومصر تكتب على صفحة الدهر سطورًا لا يذبل حبرها ولا يخفت ضياؤها. هي التي احتضنت الفراعنة، فشيّدوا الأهرامات لتكون حجارة ناطقة بالشموخ، وهي التي مرّ بها الأنبياء، فكانت أرض الرسالات ومهبط البركات. مصر ليست وطنًا يُسكن، بل هي تاريخ يُقرأ، وقصيدة تُتلى، وأسطورة تُحكى على مسامع الدهر. إذا ذكرت الحضارة، فهي
أيها السادة أولياء الأمور، وأبنائي الطلاب.. حين يتقاطع طريق المستقبل أمام أبنائنا، يصبح الاختيار بين القديم والجديد اختيار حياة أو ضياع. وهنا تظهر البكالوريا المصرية كالشمس التي تشرق على عقول الشباب، تضيء لهم الطريق، وتحررهم من ظلال الحفظ والتلقين، لتفتح أمامهم فضاء الفهم، الإبداع، والتخصص المبكر.. أولًا: التخفيف الدراسي والعبء المالي.. في البكالوريا يدرس الطالب ست
“حين يتحول البر إلى جحود… أي مستقبل ينتظر الأبناء؟” في كل بيتٍ قد نرى صورة متكررة، تكاد تتشابه ألوانها، لكنها تختلف في درجات الألم. صورة لابنٍ قد بلغ أشده، فبدل أن يكون سندًا لوالديه وذخرًا لبيتهم، يتحول إلى عاصفةٍ من العقوق، يعلو صوته فوق صوت أبيه، ويتجرأ على من ربّاه وسهر الليالي من أجله.
التعليم في مصر ليس مجرد فصلٍ وكتابٍ وجرسِ حصة، بل هو السفينة التي تُبحر بالأمة نحو مرافئ النهضة. غير أنّ هذه السفينة تُبحر اليوم محمَّلة فوق طاقتها؛ إذ امتلأت مقاعد الفصول حتى غدت كعلبة مكتظة لا متنفس فيها للهواء ولا فسحة فيها للعقول. إنّها الكثافة الطلابية؛ العائق الأكبر أمام انطلاقة مصر التعليمية، والجدار الصلد
التعليم في حياة الأمم كالنبض في قلب الجسد، إن اضطرب ضعفت الأمة، وإن اعتدل استقامت خطاها. ولسنا اليوم أمام درسٍ عابر أو قرارٍ محدود، بل أمام معركة وعي، فيها طريقان لا ثالث لهما: طريقٌ قديمٌ أنهك أبناءنا، وأضنى أسرنا، وأضاع أعمارًا في حشوٍ وتلقين، وطريقٌ جديدٌ باسمٌ مشرق، هو البكالوريا المصرية، نظامٌ كالفجر يتنفس
في كل نهضة حقيقية، يُصان المعلم كما تُصان الأرض الخصبة؛ فالكرامة هي الماء الذي يروي جذور رسالته. لكن ما آلمني، وأحزن كثيرين من أهل التعليم، هو أن نرى كرامة قائد تربوي تُهدر على الملأ، لا لذنبٍ سوى أن مكتبه كان أوسع مما ارتأى المسئول. معالي محافظ إلمنيا.. نحن نُقَدِّر غيرتك على الفصول الدراسية، وحرصك على
في زمنٍ تتسارع فيه الأمم نحو آفاق المستقبل، تسعى الشعوب الحيّة إلى أن تبني أبناءها بالعلم، وتؤسس نهضتها على التعليم لا على الحفظ، على التفكير لا على التلقين. لكننا في مصر، ورغم ما نملكه من عقول نابهة ومواهب فذة، ما زلنا نرزح تحت وطأة نظامٍ تعليمي تقليدي، بات عبئًا على الطالب والأسرة والمجتمع، نظامٍ يُدعى
يا سيادة المحافظ.. ما هكذا تُقال الكلمة، ولا هكذا يُخاطَب أصحاب الرسالات، رأيتَ معلمين في معمل كمبيوتر، يحتسون شايًا، ويأكلون بسكويتًا.. فغضبتَ. لكن، هل غضبت من مشهدٍ عابر؟ أم غضبت لأنك نسيت أن المعلم ليس موظفًا في طابور المرتبات، بل حامل رسالة، لو انطفأت شعلتها، خبا ضوء الوطن كله؟ سيادة المحافظ.. من السهل أن
أي قسوة هذه التي تجعل صانع الأجيال يعيش مهانًا في شبابه، ثم يخرج إلى شيخوخته مسحوق الكرامة، ينتظر الفتات؟ المعلم المصري اليوم ليس مجرد موظف بسيط يعاني، بل مأساة إنسانية كاملة: راتب لا يكفيه، ومعاش يهينه، ونقابة صامتة وكأن الأمر لا يعنيها. معلم قضى أربعين عامًا من عمره في تربية الأجيال، يخرج إلى المعاش ليجد