ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لليوم الثالث، مع تبقي أقل من أسبوع على موعد انتهاء أجل اتفاقية أساسية لنقل الغاز عبر خطوط الأنابيب بين روسيا وأوكرانيا. زادت الأسعار بما يصل إلى 1.6% يوم الاثنين، عقب أن قفزت 7% الأسبوع الماضي، في الوقت الذي ظهرت فيه إشارات من القادة السياسيين تستبعد بشكل آخذ في التزايد استمرار التدفقات عبر أوكرانيا بعد 31 ديسمبر. يظل الغاز من روسيا هو الخيار الأقل تكلفة لعدد من دول وسط أوروبا. لكن أوكرانيا أعلنت الأسبوع الماضي رفضها أي بدائل تؤدي إلى استمرار عبور الغاز الروسي. وفي زيارة نادرة لزعيم أوروبي إلى موسكو يوم الأحد، ناقش رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو اقتراب موعد انتهاء صلاحية الاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكشف فيتسو أن بوتين أكد استعداد روسيا لاستمرار نقل الغاز إلى الغرب عبر أوكرانيا، إلا أن هذا سيعد مستحيلاً من الناحية العملية بعد الأول من يناير نظراً لموقف كييف. أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إلى أن أوكرانيا لن تنقل الغاز روسي المنشأ إلا عند حصولها على ضمانات بعدم استفادة موسكو من عائداته المالية بينما تستمر الحرب. الدول المستفيدة تتجه لبدائل أكثر كلفة انتهاء صلاحية اتفاق العبور يعني أن سلوفاكيا ودولاً أخرى ما تزال تحصل على الوقود الروسي عبر أوكرانيا -بشكل رئيسي جمهورية التشيك والنمسا وإيطاليا- سيتعين عليها اللجوء إلى بدائل أخرى أعلى تكلفة، مثل الغاز المسال. ورغم أن تدفقات الغاز في خطوط الأنابيب المارة عبر أوكرانيا لا تلبي سوى جزء ضئيل من احتياجات أوروبا من الغاز في الفترة الحالية، إلا أن توقفها المفاجئ قد يؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار الشهر المقبل. بلغت المخزونات في أوروبا مستويات أقل مقارنة بالعام الماضي، ما قد يجعل إعادة ملء تلك المخزونات الصيف المقبل مسألة أكثر صعوبة. علاوة على ذلك، يتُوقع أن تتسم الأحوال الجوية بقلة الرياح بشكل كبير في شمال غرب أوروبا بنهاية هذا الأسبوع، ما قد يرفع الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء، وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يستمر الطقس المعتدل حتى نهاية ديسمبر، مع بضعة أيام أكثر برودة في بداية الشهر المقبل. ارتفعت العقود المستقبلية تسليم أقرب استحقاق بالبورصة الهولندية، التي تُعد مؤشراً لأسعار الغاز في أوروبا، 1.2% إلى 44.67 يورو للميغاواط ساعة في تمام الساعة 11:13 صباحاً في أمستردام.
