6 فبراير، 2025
البترول مقالات

الكاتب الصحفي عادل إبراهيم يكتب: يتساءلون .. لماذا للعاملين بالبترول عيدا قوميا ؟

فى حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقطة التحول فى التاريخ ومنها إستعادة حقول سيناء يوم 17نوفمبر 1979 الذى أصبح عيدا قوميا إحتفل به أمس العاملون بقطاع البترول بالذكرى التاسعة والأربعين له وتقديرا منهم لأبطال القوات المسلحة لأن ماتحقق هو ثمرة إنتصارحرب أكتوبر المجيدة لأن هذه الحقول لم تتنازل عنها إسرائيل كرما أو طوعا وبعد أن كانت قد ربطت إقتصادها طوال 8سنوات بما تستنزفه من بترول حقول بلاعيم فى أبورديس جنوب سيناء وحقل شعب على بخليج السويس وحققت لها إكتفاءا ذاتيا وبعد عودتها لمصر عادت إسرائيل إلى طابور المستوردين .
وهذه السطور من أرشيفي الصحفى بصحيفة الأهرام تسجل بالشرف والفخر بطولات العاملين وجهودهم المكثفة ليلا ونهارا لإستعادة حقول سيناء بقدر كبير من الصلابة والوطنية والتى تعكس أصالة المصرى ، ومنذ بداية إستلام وإعادة تشغيل الحقول واجهت مجموعات العمل المكلفة بهذه المهمة ومشاكل وعقبات منها أن الإدارة الإسرائيلية كانت تستخرج البترول من أكثر من طبقة وهى طريقة غير فنية بهدف الحصول على أكبر قدر من الإنتاج فى أقل مدة ممكنة وأدى ذلك لإستنزاف حجم كبير من طاقة الخزان الجوفى للحقول بطرق غير سليمة وأساليب غير فنية كما أن المعدات والأجهزة على منصات الإنتاج مجهولة الهوية وغيرتقليدية بالإضافة إلى ذلك ضآلة المعلومات المتاحة عن الخزان الجوفى ، ومع كل هذه المشاكل والعقبات كان على الفتيين المصريين الشبان تشغليها فور إستلامها وقد حققوا ذلك.
والمعروف أنه فى 7يونيو 1967إحتلت إسرائيل حقول بترول بلاعيم أغنى الحقول المصرية فى ذلك الوقت كان يمثل إنتاجها 80% من إجمالى إنتاج مصر وعلى مدى 3100يوما كانت تغذى الإقتصاد الإسرائيلى، حتى عادت لمصر حقولها بمنطقة بلاعيم جنوب أبورديس فى سيناء وكان بها أكبر حقل برى وأول حقل بحرى فى خليج السويس ، وعندما عادت حقول بترول أبورديس كان رقم إنتاجها لايتعدى 63ألأف برميل يوميا مع حالتها السيئة عند الإستلام ، وبجهد وتفانى أبناء بتروبل وبفضل مثابرتهم وإيمانهم بربهم ووطنهم وتمسكهم بروح الأسرة الواحدة ، كانوا قادرون على الوفاء بالمسؤولية الصعبة وكان عددهم بحقول أبورديس يوم إستلامها 490 عاملا وهو اقل من ثلث العدد الذى كان بالمنطقة قبل إحتلالها فى يونيو 1967 ونجح أبناء بتروبل بعزيمتهم وصلابتهم فى أعادة نبض الحياة إلى كل الأجهزة والمعدات والأبار المدمرة والمخربة بإنجاز خطط صيانة وإصلاح عاجلة لها وبالإستعانة بالخردة المتبقية لسرعة بدء ألإنتاج ، ثم بدأ مع بداية الثمانينات إنجاز مشروعات كبرى بالتعاون والتكامل مع الشريك الأجنبى شركة إينى الإيطالية منها إنشاء أرصفة بحرية لوضع التسهيلات الإنتاجية عليها وزيادة سعة محطة البتريكو لمعالجة وإستغلال الغاز المصاحب البترول الخام وتجديد محطة الكهرباء ومد خطوط الأنابيب إلى الأبار البحرية مع عشرات الأبار الإستشكافية والإنتاجية ما ساهم فى إنتاج شركة بتروبل من البترول الخام عام 1989إلى 200ألف برميل يوميا . وتواصلت مسيرة العطاء والوفاء بمشاركة كل العاملين بالشركة حتى أصبحت من كبرى الشركات المنتجة للبترول والغاز فى مصر .
** اما عملية إستلام حقل علما من الجانب الإسرائيلى كانت مهمة سعبة نفذها وزير البترول السابق المرحوم الدكتور حمدى البنبى حينما كان رئيسا لشركة بترول خليج السويس (جابكو) والذى تحمل مسئؤلية التفاوض وقيادة مجموعة العمل لإستلام الحقل من الإدارة الإسرائيلية يوم 25نوفمبر 1979 والمعروف أن حقل علما إكتشفته شركة نبيتون الأمريكية لحساب شركة النفط الإسرئيلية جنوب شرق خليج السويس فى نوفمبر 1977وقام رئيس الشركة الإسرائيلية بإطلاق إسم إبنته (علما) على الحقل وأنتجت الشركةالإسرائيلية 15مليون برميل من البترول الخام يوميا بإستخدام تجهيزات إنتاج غير فنيةيتم من خلالها تجميع إنتاج 22بئرامنتجة على منصة بحرية مؤقتة (ليبلار) وكان يتم تجميع البترول فى ناقلة البترول ترانوس وحاولت الشركة الإسرئيلية إستنزاف الحقل بأساليب غير إنتاج غير صحيحة علميا للحصول على أقصى إنتاج بأقل تكلفة، وعند إستلام الحقل فى 25نوفمبر 1979 كانت المهمة صعبة لأن الجانب الإسرائيلى سيطرت عليه مشاعر الحزن والتوتر حينما أصر الدكتور حمدى البنبى على رفع العلم المصرى فبوق المنصة البحرية للحقل وزادت حدة التوتر عند ملاحظة وجود قوارب تحمل مدافع رشاشة وأسلحة كانت مغطاة بستائر جلدية وصدرت تعليمات الإسرائيليين بكشفها كمحاولة لإستعراض القوة وفى تلك اللحظة بادر الدكتور حمدى البنبى موجها حديثه بثقة و صلابة إلى رئيس الجانب الإسرائيلى (إن مصر ضحت بمئات الألاف من الشهداء وليس مستحيلا أن يضاف إلى الشهداء 8أو 10 من أفراد الفريق المكلف بالإستلام ) وبالفعل تمكن الفريق المكلف بإستلام الحقل ورغم وجود مشاكل وعقبات منها أن الإدارة الإسرائيلية كانت تستخرج البترول من أكثر من طبقة وهى طريقة غير فنية بهدف الحصول على أكبر قدر من الإنتاج فى أقل مدة ممكنة وأدى ذلك لإستنزاف حجم كبير من طاقة الخزان الجوفى للحقول بطرق غير سليمة وأساليب غير فنية كما أن المعدات والأجهزة على منصات الإنتاج مجهولة الهوية وغيرتقليدية بالإضافة إلى ذلك ضآلة المعلومات المتاحة عن الخزان الجوفى ومع كل هذه المشاكل والعقبات كان على الفتيين المصريين الشبان تشغليها فور إستلامها وقد حققوا ذلك. وبدأ تنفيذ خطط فورية وأخرى مرحلية بدات بتغيير إسم الحقل إلى شعب على بدلا من علما ثم غلق الأبار ذات نسبة الغاز والمياه العالية وتحديث معدات الإنتاج وصيانة الأيار بمايحافظ على سلامة الخزان الجوفى وإنشاء خطوط أنابيب و3منصات بحرية جديدة وتنفيذ مشروع حقن المياه على الرصيف بالحقل وهو الأول من نوعه بالشرق الأوسط حيث تتم جميع مراحل أخذ المياه ومعالجتها وضخها فى الأبار من الرصيف البحرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *