8 نوفمبر، 2024
البترول

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: الصحراء الغربية .. الكنز النفطي المفقود

الصحراء الغربية المصرية تحوي كنز بترولي تحدثت عنه كثيراً ولم يتحرك ساكناً للتحقق حتي من جدواه الاقتصادية رغم أهميتها.

ربما انحسار أسعار النفط دون 100 دولار للبرميل لا تشجع الشركات والمستثمرين علي البحث والتنقيب بشكل جاد.

تظهر جدية الاهتمام بأنشطة بترولية في مكان ما من العالم بطرق كثيرة. إلى اليوم لا تظهر ملامحها في مصر.

مثلاً تقسيم الصحراء بلوكات ومناطق إمتياز وعرضها علي مستثمرين جادين ببنود تفاوض عادلة ومخاطبة الشركات صاحبة الإمتياز الحالية والتي اطمأنت للإستحواذ وتأجيل البحث والإستكشاف حتي يتوفر لها ميزانية مالية أو بغرض الضغط لنيل مكاسب في ظل أزمة إرتفاع الأسعار والركود العالمي ومرور الاقتصاد المصري بهزات بعد الثورات الأخيرة. ولكن؟

لنا في العراق وهي لا تزال محتلة منذ 2008 عبرة عندما أعلنت طرح تراخيص بلوكات ومناطق امتياز في حقول البصرة وميسان وعرضتها في مناقصات عالمية بتفاصيل بنود إتفاقيات مجحفة للشركاء والمستثمرين وقتها ولكنها اعتمدت علي سمعة حقولها وكميات الإحتياطي المقدر والمؤكد المعتمدة عند المؤسسات الأمريكية المتخصصة.

الصحراء الغربية المصرية غنية بمناطق شاسعة تحتوي النفط والغاز ولكن مشكلتها في أمرين:

١- تميز حقولها النفطية بتراكيب جيولوجية منفردة وخاصة ما يجعل تقيمها اقتصادياً لا يكتفي بتحليلات سيزمية قديمة وفقيرة علمياً، وتحتاج لبعض الصرف للحصول علي خرائط ثلاثية ورباعية الأبعاد يعاد تحليلها باستخدام تطبيقات وبرامج حديثة.

٢- يجب العمل فيها من خلال نظام تشغيل وتنمية حديث يعتمد علي التكنولوجيا الحديثة والعقول الشابة والأفكار المختلفة المجربة عالمياً، ومن خلال تحديات مشابهة للحكم علي النتائج وتطوير الأساليب والعمل بأفضلها.

ضربت مثل بسلطنة عمان الطيبة الودودة، وصبرهم علي شل شريكهم الأزلي عندما تأخرت شل عن الإلتزام بإتفاقها ناحية حقول مخيزنة نفط ثقيل وبلوكات صغيرة كثيرة مؤكد احتواءها علي النفط والغاز ولكن لم تعيره شل إهتمام لفترة طويلة من الزمن.

فوجئنا ذات صباح بنزع مناطق إمتياز من شل وترسيتها علي شركات مثل أوكسيدنتيال وغيرها حتي BP الممنوعه لفترة كبيرة من الزمن عندهم نالت نصيب الأسد من استكشاف وتنمية حقول غاز واعدة هناك.

ما جعل شل تندم علي فشلها وترددها في الشرق الأوسط في السلطنة ثم مصر وبعدهم العراق واخيرا حقول السعودية للغاز عالي الكبريت في الربع الخالي.

و استلمت أوكسي آبار وحقول بلوكات مخيزنة تنتج من بضعة أبار معدلات انتاج لا تزيد عن 5 آلاف برميل يومي وبالعمل عليها بأساليب حديثة استطاعت الوصول بالإنتاج 135-150 ألف برميل يومي من آبار بسيطة وتكنولوجيا ميسرة دون فلسفة أو فساد إداري أو بروباجندا فارغة وأخبار تحدث فرقعة علي الفاضي.

في ذات صباح تفاجئ الشارع العُماني بإضافة 135 ألف برميل نفط لموازنة الدولة ولكن المختصين من PDO الشركة الوحيدة وقتها في الدولة وأنا منهم كانوا يراقبوا بل يشاركوا زملاءهم في oxy بعض الأفكار والخطط لأنها مصلحة دولة مشتركة.

هكذا الصحراء الغربية المصرية مشاريعها البترولية مشروع قومي لإنتشال البلد من أزمة الطاقة وبكل أسف وزارة البترول المصرية وشركائها الحاليون أخذوا فرصتهم وزيادة، وللأسف لم يحققوا المطلوب، وفي الغالب يجب التغير لضخ دماء جديدة وأفكار متطورة ومهارات مختلفة في التسويق والتخصيص والتفاوض والتنمية.

الصحراء المصرية الغربية غنية بالنفط والغاز ولكن الشركات الموجودة حالياً إما أنها أضعف من حمل المسئولية أو تبخل بالصرف ولا تأبي بمصالح البلاد وتحتاج تغيير في إستراتيجية الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *