حفر آبار نفط وغاز في المياة العميقة يجب ان يكون آخر ما تفكر فيه شركات النفط العالمية..
الموضوع يبدو سهلاً ان تسيطر علي الموقف أثناء حفر الآبار أو بعد توصيلها علي الإنتاج وخاصة في ظل تقدم أجهزة الحفر الطافية العملاقة ووسائل تأمينها ووجود تكنولوجيا التحكم الآلي واستخدامها في آبار النفط والغاز smart wells. ولكن الواقع يثبت أننا لا نزال بعيدين عن دخول هذا المجال بشكل آمن.
تعالوا نستعرض وقائع من شركات القمة أكسون موبيل لا يتوفر عندي معلومات عن أنشطة ال SS عندهم وشركة بريتش للبترول ورغم مرور 14 سنة علي حادث احتراق ماكوندو وكان لحساب شركة BP الإنجليزية في خليج المكسيك وما خلفه من فقد ارواح وممتلكات وتلوث بيئي وايذاء للحياة البحرية، ورغم تشتيت العالم وتفريق الإتهام علي 3 شركات Halliburton , TO and BP ولكنني أدين BP بشكل مباشر بالتقصير ومعروف دولياً أن قرارات الحفر وتأمين الآبار هي مسئولية DSV او رجل الشركة المشغلة وهي BP أمر منتهي.
في هذا الوقت كانت شركة شل لها نشاطات في المياة العميقه في خليج المكسيك وفي البحر المتوسط مشروع غاز سري أسمه ناميد وكان لها أنشطة في المياة العميقة في المحيط أمام نيجيريا ويسمي بونجا.
لم ينجح لشل غير مشروع Perdedo فقط ولذلك تجدهم أظهروا للعالم ذلك الوقت للدعاية.
وطبعاً لا ننسى مشروع الفشل الكبير لإيني في مياة مصر العميقة حقل ظهر وما نعانية في بلادنا من فشل إدارة وتشغيل حقل غاز عملاق كان من المفترض أن يمدنا بالغاز لمدة 15 سنة بالقليل، ليفشل بعد بضعة سنوات من الاستنزاف العنيف الممنهج لأغراض إقتصادية مع غياب الخبرة في التعامل مع مخاطر تشغيل هذة الآبار.
في العادي نحن نتعلم من أخطاءنا والحمد لله لا تكرر الخطأ. ولكن الخطأ الأعظم ان نغامر وندخل مشاريع لا نكون جاهزين لها مالياً وذهنياً لدراسة مخاطرها ووضع خطط (جمع) وليس خطة إنقاذ عند الضرورة.
نتعلم من قطر إمارة صغيرة ولكنها أعطت العيش لخبازه، حقول الشمال للغاز الطبيعي بها نسب عالية من غاز الكبريتيد السامة، لم يكن أحد يجرؤ علي التفكير في انتاجها منذ 30 سنه فقط. وبالفعل الأمير الجد والأمير الوالد ترددوا في دخول المخاطرة حتي بداية الألفية ، ثم دخلوها مع الأساتذة إيكسون موبيل تاريخ عظيم لموبيل في عالم الصناعة وكانوا جديرين بأنهم ينافسونا نحن أموكو عظماء الصناعه بلا منازع فترة السبعينات حتي نهاية التسعينات قبل الاستحواذ علينا في غفلة من الزمن في عام 1998 نتيجة ضعف قيادات أموكو.
نعود لقطر مشروع غازها ليس مياة عميقه ولكن كانت عمليات حفر آبارهم واكمالها ملحمه وعلامة فارقة في تاريخ الحفر والانتاج إنك تكلف آبار ما يفوق ال 24-40 مليون دولار لحفر البئر الواحد في وقت مثيلتها كان لايتعدي ال 6 مليون دولار ليس بذخ ولا سفاهة ولكنه قمة الإحتراف ان تبدأ بالرولزرويس لأنك عارف ان الطلياني الفيات حتي لو بوجاتي مصيره الفشل.
خلاصة المقال لازلنا بعيدين عن صناعة النفط والغاز في المياة العميقه ليس بسبب مشاكل وخطورة الحفر والاكمال فقط ولكن لأن الانتاج وخدمة ما بعد البيع لا تزال بعيدة عن العقليات الموجودة في السوق في ظل الأزمة الاقتصادية وأسعار النفط الحالية.
تخيلوا بئر يتغير فيها ال flow regim من mist flow الي slug flow نتيجة تكثف جزيئات مياة مصاحبة بسيطه مع الوقت نتيجة انخفاض الضغط في fluid column وحلها بسيط جداً شوية rocking gas مداعبة من خط الانتاج ولا نستخدم CTU وكبسولتين نيتروجين ولا حتي نرمي lifting valve فوق ال packer لزوم GWD، ببيحوجونا للإستيراد بعد توقف غاز اسرائيل.