لولا رحمة ربنا بالدول المستوردة للنفط والتي تقوم حياتها عليه لزاد سعر البرميل عن ال 250 دولار.
رقم كبير لم يسبق للبشرية أن عاصرته في أسواق تداول النفط منذ العام 1836، ولكن هناك أسباب وحقائق من واقع تجارب سابقة تجعله رقم واقعي .
كان في الماضي يتحكم في سوق أسعار النفط العرض والطلب، أو هكذا كانت المداولة وخصوصاً بعد إنشاء منظمة أوبك بدافع التحكم في العملية وتسيرها بشكل عادل.
ولكن سرعان ما أكتشفت الدول الأعضاء أن المنظمة شأنها شأن جميع المنظمات الدولية ماهي إلا ستار لتقنين الفساد واخفاء تحكم السياسة والمصالح في القرار، الدول التي تملك القوة والكرامة أعلنت موقفها من حركة السوق وإحكام المنظمة والدول الأخري إنساقت مع القطيع درءاً للعواقب!
نظرتي التشاؤمية لارتفاع اسعار البترول غير منطقي ومنفرد نابعة من مراقبة سوق الصناعة آخر 25 سنة، كما ذكرت كانت الخلافات والتدابير كلها ساذجة ويمكن دمجها واخفاءها تحت ستار العرض والطلب ولكن في عصر السوشيال ميديا وإعلان الحقيقة وقت حدوثها انكشف المستور.
خطط الدول العظمي لافتعال أزمة تجارة عالمية وإبطاء الصناعة، واللهث خلف عمالة رخيصة جعلت أمريكا والغرب تنقل جميع علاماتها التجارية ومصانعها للصين.
الصين اغتنمت الفرصة ولم تفرط فيها وتوحشت صناعياً لدرجة أزاحت امريكا عن مركزها وأرعبتها فما كان من الأمريكان غير النزول بال plan b من فيروسات وأنشطة عباقرة التكنولوجيا في تطوير ميكروبات وزرعها في قلب الصين والدول التي تجرأت علي النظام العالمي، مع دعم من الإعلام الموجه لتعميق المشكله والنفخ في الكير.
تأزمت المشكلة وألقت بظلالها علي جميع مناحي الحياة لتطال المواد الغذائية في العالم ويطال نيرانها الشعوب الأمريكية والغرب بشكل عام أيضاً، ولكن ما المشكلة فحكام أمريكا والغرب يأتمرون بنظام ماسوني تظهر صفاته ومبادئه في حرب اليهود الصهاينة في أرض فلسطين.
والشعوب في أمريكا وأوروبا اكتشفوا أنهم يعيشوا وهم الديموقراطية وحرية التعبير وعيالهم في الجامعات هناك بيأكدوا لهم هذا كل يوم في مناقشتهم علي الموبايل من معسكرات الاعتقال النازية.
لولا رحمة ربنا بفقراء العالم وجعل تدبير هؤلاء الجبابرة في نحورهم لارتفع سعر برميل النفط للرقم الفلكي الذي سقته في العنوان.
وما زاد الطين بلة هو تسليط مجموعة من رؤساء وصانعي القرار الحمقي في شركات النفط العالمية الكبري بلا إستثناء وكأنهم مأمورون بترديد شعارات الانتقال للطاقة النظيفة والحفاظ علي البيئة والطاقة المتحولة وخلافه، مما أضعف الاهتمام بالتنمية والاكتشافات وأنشطة التنقيب عن النفط ما أدي لعزوف الخبراء جانباً طوعاً أو إقالاتهم بحجج ارتفاع أجورهم.
تكالب خطط الهيمنة والأستحواذ الانجلو ساكسونية بقيادة أمريكا جعلت السحر ينقلب علي الساحر. أشعلوا نيران لإذلال العالم وتطويعه وامتدت النيران واشتعلت في ملابسهم واليوم تصرخ شعوبهم من الغلاء وسوء أحوال المعيشة.
هل تعلموا لو ترك الباب مفتوحاً لدول أعضاء منظمة أوبك للعب بمنتجهم في السوق لرفعوا الأسعار في السماء ولكن لطفاً من الله بعباده أطال أزمة التجارة والصناعة وأمرها أن تستمر حتي تدفع أمريكا وحكام الغرب ثمن فادح لمحاولة التعدي علي إرادة الله.
تطور ما ذكرته سابقاً سيكون تغيير جذري في صناعة النفط والغاز ودفع قوي من الشرق وعقول لتقود الصناعة بشروط جديدة وستجدوا من اليوم فطالع بزوغ قوي صينية وكورية وروسية ومن أوروبا الشرقية والدول الهادئة الاسكندنافية وصعود شركات من هذه الجنسيات لتتحكم في صناعة وتجارة النفط والغاز بشروطها وثقافتها.