8 نوفمبر، 2024
مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: هل ضلت شركات النفط الطريق؟

منذ نهاية التسعينات بدأ العالم يلاحظ تغيرات في المناخ وتأثر الغلاف الجوي بإنبعاثات الغازات السامة ولخصوا الأسباب في إستخدام الوقود الأحفوري وبدأوا الضغط بشدة علي الشركات العالمية للإستكشاف والإنتاج E&P مطالبين بخفض الإنبعاثات.

كانت الطلبات في أولها منطقيه علي الرغم من استخدام الصين والهند ودول مليارية السكان للفحم الذي يعد الوقود الأسوأ فيما يضر بالغلاف وطبقات الأوزون!

في ذلك الوقت وجهت الشركات العالمية جزء من ميزانية البحث والتنقيب لدراسة طرق تجميع الغازات السامة وإعادة ضخها في باطن الأرض، وتماشي ذلك مع دراسات EOR لتحسين الإنتاج وبدأت الشركات تخرج علينا بوعود التوسع في أنشطة خفض الإحتراق Goal zero ثم ظهور ما يعرف ب CCS تجميع غازات الكربون وإعادة ضخها وبدأت دول تتغني بأنها حققت طفرة في هذه الأنشطة ولم يكن ذلك الواقع.

التلوث الناتج من حرق مشتقات الوقود الأحفوري ليست بخطر الفحم والنباتات الجافة من إحتراق الغابات سواء بقصد أو في الصناعة والأنشطة النووية ونواتج إحتراق الحروب في بؤر كثيره من العالم. ولكن؟

بدأ ظهور أجيال من رؤساء الشركات العالمية ليس لهم خبره بالصناعة ويندرجوا من أعمال بنكية وتجارية بحتة وقريبون من صناع السياسة في الدول العظمي ويأتمروا بأوامرهم.

فما كان من هؤلاء إلا الانصياع لأوامر التغير والتحول للطاقه المتجددة ثم ما يسمى بالطاقة النظيفة. وبدأت البوصلة تتجه لهذا المنعطف مع دعاية كبيرة جداً من الميديا للسيارات الكهربائية وإحلال محركات الديزل والجازولين بالطاقه الكهربائية والغاز الطبيعي وغيرها من مصادر الطاقة التي تعتمد جميعها علي الوقود الأحفوري في وجودها ولكن بطرق غير مباشرة.

لن أنساق خلف نظريات المؤامرة علي دول الشرق والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية والتي تحوي أراضيها 80% من احتياطي الوقود الأحفوري في العالم والصعوبات التي تعانيها دول الأطلنطي في تدابير الطاقة في بلادها بعدما زحزحتهم الصين وكوريا والنمور الآسيوية عن عروش التجارة والصناعة وما فعلته أمريكا ودول الغرب للتأثير علي شركات النفط الكبري لتهمل الإنفاق علي أبحاث تساعد في تخفيض الانبعاثات بفرض أن مصدرها النفط.

ولكنني سأفترض أن هذا اجتهاد شخصي من الشركات العالميه أن تضل طريقها وتفرط في خبراءها وتهمل دراسات تطوير البحث والتنقيب بل وبيع أصول في دول غنيه بالنفط قبل التأكد من جدوي التحول واستمرارية الوقود البديل والطاقه المتجددة.

ما يعكس فشل الشركات الكبري أنها وضعت العربة أمام الحصان وتباطأت في أنشطة البحث والتنقيب وبدأ الضعف علي حصص انتاجها وبدأت أحتياطيها الإستراتيجي في الإنخفاض.

هم لا يشعرون بالكارثة لأن أزمة التجارة العالمية تلقي بظلالها علي العرض والطلب وانشغالهم بالمؤامرات والحروب وهي جزء من لعبة السيطرة علي حكام الدول الغنية بالنفط؟ ولكن فعلاً الأمور فلتت من أياديهم ومثال مستنقع غزة الذي سقطت فيه أمريكا ولن تخرج منه غير بخسائر فادحة علي المدي المتوسط والبعيد واضح.

هناك في الجزيرة الكورية من تجرأ ورد بعنف مضاد في المحيط لإستعراض القوة النووية بعدما تجرأت أمريكا ونفذت مناورات مشتركة في كوريا الجنوبية فأتاهم رد صاعق ينذر بالقدرة علي الردع ناهيكم عن فضيحة إصابة حاملة الطائرات إيزنهاور بصواريخ حوثية قرب اليمن وبكل تأكيد ستعمل أمريكا علي الفرار قبل أن تعيد ماحدث للمدمرة كول.

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ومجهود شركات النفط العالميه في تنفيذ الأوامر ضاع هباء ويضيع معها رخاء شعوبهم بسبب مغامرة غير محسوبة.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *