بفكر الدكتور محمد صلاح ورعاية اللواء محافظ المنوفية، التعليم يتحول إلى ورشة وطنية لبناء الأجيال.
إن الفكر التربوي حين يقترن بالإدارة الواعية يصنع المعجزات، وهذا ما لمسناه في رؤية الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، الذي جمع بين العلم الأكاديمي والفن الإداري، فصار نموذجًا للقائد الذي يقرأ المشهد بعين الخبير، ويقود المنظومة التعليمية بفكرٍ مستنير يفتح آفاق الإبداع أمام المدارس.
ولعل هذه الرؤية ما كانت لتثمر لولا الدعم الكبير من اللواء محافظ المنوفية، الذي أولى العملية التعليمية اهتمامًا خاصًا، وجعلها في مقدمة أولوياته، فكان دائم التشجيع للمبادرات المبتكرة، مؤمنًا أن التعليم هو المدخل الحقيقي لبناء الإنسان وصناعة جيلٍ جديد يليق بمصر.
ولم يكن هذا النجاح حكرًا على قيادة واحدة، بل كان ثمرة تعاون فريق مخلص من قيادات المديرية:
*الأستاذ طارق سعد وكيل المديرية، الذي يتابع تفاصيل التنفيذ ميدانيًا ويعكس فكر القيادة العليا في أرض الواقع.
*الأستاذ محمد صحصاح مدير التعليم العام، الذي يضع السياسات التربوية ويترجمها إلى خطط تشغيلية دقيقة.
*الأستاذ ممدوح الجابري مدير الشئون التنفيذية، الذي وفر أدوات المتابعة والانضباط وحرص على ربط القرارات بالتطبيق العملي.
ومعهم بقية قيادات المديرية الميدانية والتنفيذية، الذين أثبتوا أن العمل الجماعي هو سر النجاح الحقيقي.
خدمة تعليمية مميزة
في مدرستي نحرص على أن يكون التعليم بناءً للشخصية قبل أن يكون نقلًا للمعلومات. فجعلنا من المعلم القدوة أساس المنظومة، يزرع القيم كما يزرع المعرفة، ويعلّم بسلوكه قبل لسانه. كما فتحنا الأبواب أمام الأنشطة التربوية لتكون جناحًا آخر للعملية التعليمية: فالموسيقى والرسم والرياضة والرحلات التعليمية ليست ترفًا، بل وسائل تربية متكاملة تصقل شخصية الطالب وترفع وعيه.
المشاركة المجتمعية
أدركنا أن المدرسة بلا مجتمع هي جسد بلا دماء. فجعلنا أولياء الأمور شركاء حقيقيين في مجالس استشارية فاعلة، واستدعينا الجمعيات الأهلية للمشاركة في تجهيز معامل وقاعات، وشجعنا رجال الأعمال على تبني الطلاب المتفوقين. فتحولت المدرسة إلى خلية نحل يشارك فيها كل فرد بما يملك، إيمانًا بأن التعليم مسؤولية وطنية قبل أن يكون خدمة إدارية.
الانضباط قيمة لا شعار
أما الانضباط، فقد جعلناه ثقافةً داخلية لا أوامر خارجية. أطلقنا مسابقات الفصل المثالي والطالب الملتزم، ورفعنا شعارات التحفيز مثل: الوقت شرف – الالتزام مسؤولية – والانضباط طريق النجاح. فصار الانضباط عادةً راسخة في نفوس الطلاب، لا مجرد لافتة على الجدار.
منظومة الغياب الإلكتروني
لم نترك الغياب مجرد أرقام جامدة في دفتر، بل حولناه إلى منظومة رقمية متكاملة:
*تسجيل الغياب يوميًا عبر Google Forms يعبّئه المعلم فور بدء الحصة الأولى.
*حفظ البيانات مباشرة في قاعدة إلكترونية، مع إرسال إشعارات فورية لأولياء الأمور.
*إعداد تقارير أسبوعية وشهرية دقيقة، واستدعاء المتغيبين المتكررين مع أولياء أمورهم.
هذه المنظومة التي بدأناها منذ عامٍ كامل خفّضت نسب الغياب بشكل ملحوظ، ورسخت ثقافة الالتزام.
تجربة QR بمديرية المنوفية
هذا العام، وتحت قيادة الدكتور محمد صلاح وبالدعم الكامل من السيد محافظ المنوفية، تم تطبيق نظام الغياب الإلكتروني باستخدام QR Code في عشر مدارس ثانوية بإدارة شبين الكوم كمرحلة تجريبية:
*عند دخول الطالب يُمسح الكود الخاص به ليسجل حضوره مباشرة في قاعدة مركزية.
*تصل إشعارات فورية لولي الأمر في حال الغياب.
*تُستخرج إحصاءات دقيقة لحظيًا عن نسب الحضور والانضباط.
وقد أثبتت التجربة نجاحًا باهرًا، وأكدت أن التكنولوجيا ليست رفاهية، بل ضرورة لإعادة الهيبة إلى المدرسة وضبط المنظومة التعليمية.
مواجهة الكثافة الطلابية
ورغم أن مدرستنا لا تعاني من كثافات مفرطة، إلا أننا طرحنا حلولًا مبتكرة للتحدي القائم في مدارس أخرى:
*إنشاء فصول ذكية متنقلة في الساحات.
*تطبيق التعليم المدمج لتخفيف الأعداد داخل الفصول.
*استغلال المكتبة والمسرح كقاعات لبعض المواد.
*شراكات مع مراكز الشباب والجمعيات لتوفير قاعات إضافية.
*إعداد خريطة بيانات دقيقة لإعادة توزيع الطلاب بما يحقق العدالة.
حماية الامتحانات ومكافحة الغش
لقد كان للسيد اللواء محافظ المنوفية دور بارز في حماية الامتحانات من التسريب والغش، إدراكًا منه أن “صيانة الامتحان صيانة للوطن”. فقادت المحافظة غرفة عمليات مركزية مرتبطة بالإدارات لمتابعة سير الامتحانات لحظة بلحظة، ووفرت كل أشكال الدعم الأمني والتكنولوجي لضمان النزاهة.
أما الدكتور محمد صلاح، فقد وضع خطة محكمة لتأمين أوراق الأسئلة:
*إعدادها في لجان آمنة تحت إشراف مباشر.
*مسارات دقيقة لتوزيع المظاريف بتأمين كامل.
*تركيب كاميرات مراقبة في مراكز التوزيع.
*تشكيل لجان متابعة داخل اللجان.
*تدريب رؤساء اللجان على مواجهة الغش الإلكتروني.
فأصبحت الامتحانات قلاعًا منيعة، وتحققت العدالة التعليمية، وانتصرت قيمة الجهد والاجتهاد على حيل الغش والتسريب.
حلم لمستقبل أفضل
إن مدرستنا لم تعد مجرد مؤسسة تعليمية، بل أصبحت حلمًا وطنيًا صغيرًا، نصوغ فيه مستقبلًا أجمل لمصر. نحن نكتب في دفاتر الطلاب، لكننا في الحقيقة نكتب في دفاتر الوطن، ونبني من كل طالب مشروع قائد، ومن كل فصل ورشة بناء، ومن كل يوم دراسي لبنة في صرح هذا البلد العظيم.