احمد صقر
شهدت الشهور الماضية تسجيل تجربة فريدة قام بها مجموعة من شباب المهندسين فى حقول مليحة، بعد أن كانت الحقول مقبلة على الدخول في مرحلة من التراجع فى معدلات الانتاج، إلا أنهم أبوا أن يستسلموا وقدموا مقترحا إلى رئيس الشركة المهندس ثروت الجندي، والذي أطلق العنان لهؤلاء الشباب للتعميق فى دراسة الفكرة ومدى إمكانية تطبيقها.
وما إن حصل الشباب على الموافقة وأعدوا عدتهم وقدموا مقترحا متكاملا، حظي بقبول المسئولين، فإنهم قاموا على الفور بتطبيق فكرة مصرية خالصة، أسهمت فى الحفاظ على معدلات الانتاج ووفرت على الشركة ملايين الدولارات.
وتكمن الفكرة فى الانتاج من الآبار بدون «بريمة» بترول، وبالفعل قام المهندسون الشباب بالتركيز على الطبقات الواعدة والتى تحمل بين ثناياها بترولا خاما فى باطن الأرض، ونجحت التجربة وخلال شهر واحد استطاعت الشركة الانتاج فى 15 بئرا دون «بريمة»، وتجدر الإشارة هنا إلى أن بريمة البترول يتم تأجيرها من الشركات الأجنبية بالدولار،٨ وبالتالي حققت تجربة شباب عجيبة نتائج مضاعفة، بدءًا من الحفاظ على معدلات الانتاج، مرورا بمواصلة الانتاج، وانتهاء بتوفير العملة الأجنبية التى كانت تتحملها الشركة مقابل تأجير بريمات الحفر والانتاج.
وتعد تلك التجربة الأولى من نوعها التي تم تطبيقها في آبار الشركة بالصحراء الغربية، وتجرى حاليا دراسة إمكانية تعميمها، بعد أن حققت نجاحات غير مسبوقة، وتحمس لتلك التجربة المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، الذي أشاد بجهود شباب المهندسين، وكان حريصا على أن تتصدر تلك التجربة وسائل الإعلام، حيث تكمن فى ثناياها عملية تحفيز الشباب والإيمان بقدراتهم، وفتح الآفاق أمام إبداعهم بلا حدود.
وتوازى مع ذلك مراجعة عمليات الانتاج التى تتم من خلال أجهزة الرفع الصناعي التقليدية، وتم عمل إعادة تقييم وتأهيل لها من خلال مجموعة شباب المهندسين بحقول مليحة، وتم تحسين كفاءة عملها، علاوة علي عمليات الحقن التي تمت للآبار بالمياه من أجل الحفاظ على معدلات الضغط داخل آبار البترول .
وتم أيضا تطبيق تجربة فريدة قائمة على «التخريم الميكانيكي» لمواسير استخراج البترول من باطن الأرض، الأمر الذي أدى إلى زيادة معدلات الانتاج بنحو 300 برميل للبئر الواحدة فى اليوم، عبر اتباع هذه الطريقة.
وتواصل مع هذه التجربة رفع مستويات العمل فى جميع الإدارات خاصة الصيانة، والحرص على تنفيذ برامجها الدورية، وتوصياتها وكذلك السيناريوهات التى تم وضعها لضمان سير العمل بشكل منتظم لكافة الأجهزة فى الحقول على مدار الساعة دون توقف، من خلال الصيانة الوقائية لتجنب تعطل المعدات، إلى جانب الاستجابة السريعة والفورية لكافة المشكلات التى تطرأ على الساحة في أثناء عمليات التشغيل.
وعزز من نجاح التجربة أيضا عمليات التحول الرقمى التى حرصت وزارة البترول والثروة المعدنية على تطبيقها فى كافة الشركات العاملة فى القطاع الأمر الذي عزز الجهود وساهم فى عمليات الرقابة والمتابعة بشكل دقيق.