21 نوفمبر، 2024
البترول مقالات

عبد النبى النديم يكتب: «حمدى عبد العزيز».. أسطورة قطاع البترول الإعلامية

انسابت الدموع وهو يصعد درجات منصة مؤتمر الموك للبترول، يرافقه الدكتور معتز عاطف المتحدث الرسمي لوزارة البترول الجديد، بعد أن استدعاه المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية للتكريم بعد رحلة عطاء متواصل استمرت على مدار الأربعة عقود من الزمان الماضية، وكانت مفاجأة أسعدت جميع المشاركين بالمؤتمر، حيث ضجت القاعة بالتصفيق الحار لرحلة عطاء وتفان لوزارة البترول وللوطن مصر.


وقف المهندس كريم بدوي مشيدا بالدور الذي قام به المتحدث الرسمي لوزارة البترول السابق، بما قدمه خلال سنوات عمره السابقة، واصفا إياه بأسطورة إعلام قطاع البترول، الذي واجه الكثير من التحديات في عمله بكل سلاسة واتقان ومهنية، وأشادت به وسائل الإعلام المختلفة قبل أن يشيد به كل وزراء البترول السابقين، وقيادات القطاع ورؤساء الشركات الذين عمل معهم ومن خلالهم، تاركا خلفة مدرسة تضم فرسان أكفاء لإدارة إعلام الوزارة تعلموا الدرس جيدا، وبرعوا في رحاب معلمهم..
وكانت مفاجأة المهندس كريم بدوي للجميع، فقد كنت برفقة الاستاذ حمدي عبدالعزيز لدى دخولنا لقاعة المؤتمر، ولم نجد كرسي شاغر فصعدنا الدرجات نبحث عن مكان ووجدنا أنفسنا عند الباب الخلفي للقاعة، فخرجنا عارضا عليه تناول فنجان قهوة، وفور خروجنا اتصلت به احدى الزميلات باحثة عنه، قائلة انت فين يا ريس .. كرسيك فاضي جنبي، فعدنا للقاعة وفور جلوسنا أقبل عليه الدكتور معتز عاطف يخبره أن المهندس كريم بدوي وزير البترول يستدعيه للمنصة.. وكانت مفاجأة أذهلت الحضور من المشاركين بالمؤتمر، ولاقت الاستحسان من الجميع، ورغم طلاقة الإلقاء لدى الأستاذ حمدي عبد العزيز في الحديث، إلا أن مفاجأة وزير البترول نزلت بردا وسلاما على قلبه وانعشت روحه، أفقدته السيطرة على مشاعره وهربت من قاموسه الكلمات التي يعبر بها عن تقديريه وترحيله بهذا التكريم الذي زين ختام رحلة عطاءه من المهندس كريم بدوي، وما أجمله من تكريم عندما كسر وزير البترول بروتوكولات مؤتمر موك للبترول، ليستأذن الحضور في تكريم أيقونة قطاع البترول وأسطورة أعلامها الاستاذ حمدي عبد العزيز، الذي يعتبره محرري شؤون البترول تتكريم لهم جميعا لعلاقة الود والتقدير المتبادل مع الاستاذ حمدي عبد العزيز..


على مدار العقود الأربعة الماضية ، كان الأستاذ حمدي عبد العزيز موسوعة معلومات متنقلة عن البترول والغاز المصرى.. وحائط صد منيع ضد كل من حاول ان يفتى بدون علم، وإثارة الشائعات حول مقدرات قطاع البترول المصري، ساهم بقوة فى توضيح الصورة كاملة أمام الرأى العام المصري، في أزمات نقص فى المنتجات البترولي، خلال فترة عدم الاستقرار التي مرت بها مصر خلال العقد الماضي بكل شفافية ووضوح، فكان مصدر ثقة وجسرا للتواصل بين المسئولين بقطاع البترول والمواطنين من خلال علاقاته المتميزة بالأجيال المتعاقبة من الصحفيين المتخصصين بشئون البترول والطاقة، لم تسوء علاقاته يوما بأحد الصحفيين، كان قادرا على الاحتواء للجميع ، متواجدا على مدار الأربعة وعشرون ساعة، لم يضجر يوما من كثرة الاتصال والسؤال معلوماته حاضره، وردوده مدعمه دوما بالأرقام، مثالا يحتذى به كمتحدث رسمى لأى وزارة.


الجميع شهدوا له بالكفاءة فى العمل والتميز فى الأداء الوظيفي، فهو بحق أستاذ للعلاقات العامة والاعلام، تميز بها منذ أن كلفه المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق بمسئولية قطاع الإعلام والمعلومات العامة بوزارة البترول، وكان من أهم ما يميز المهندس سامح فهمى نظرته الثاقبة إختيار الكوادر القادرة على العطاء بقوة لخدمة مصر، وتوالى على وزارة البترول خلال الفترة الماضية أكثر من ثمان وزراء كان الأستاذ حمدي عبد العزيز خير معين ومخزن المعلومات التى يعتمد عليها أى وزير يتولى المسئولية، خاصة خلال فترة التوتر وعدم الاستقرار التى عاشتها مصر، فكانت البيانات الصحفية الرصينة والرزينة التى كانت تبث الإطمئنان لدى المواطنين، والتى تعتمد على معلومات موثقة وبالأرقام.

خلال سنوات من الود المتبادل أساسها المبادئ والأخلاق الطيبة،، فالصداقة والأخوة هى الكنز الحقيقي الذى لا يمكن أن يخسر صاحبه أبدا، وليست بطول السنين، ولكن بصدق المشاعر، والإخلاص فى المودة، وأن تبقى على العهـد حتى وإن طالت المسافات أو قصرت أو امتدت الأيام أو قصرت، وتفرد الأستاذ حمدى عبد العزيز فى مد جسور التواصل لكل من تعامل معه، يبنى عليها جسور للعلاقات الإنسانية التي سوف تمتد إلى ما شاء الله تعالى لها.


لم نجده يوما قلل من شأن كبير، أو هون من قيمة صغير، جعل من الجميع يتسابقون ليكون لكل منهم مكانا فى حياته، بعيداً عن المصالح أو الأهواء، فقط جسور للأخوة والصداقة..
وأبسط ما يمكن أن نوصف به الأستاذ حمدى عبد العزيز أنه إنسان نحج في حياته العملية التي ختمها المهندس كريم بدوي وزير البترول كما يجب أن تكون، ليكرم رحلة كفاحه التي تسلح فيها بالمبادئ والصفات والأخلاق التي خَوّلته لأن يصل إلى أهدافه بأقصر الطرق أهمها هى المعاملة الحسنة، والتخطيط السليم، والعمل الجماعى، معتمداً على موهبته الإدارية التي تميز بها لتحقيق أقصى درجات النجاح بإعداد ثروة معلوماتيه لقطاع البترول والثروة المعدنية، وتكوين فريق عمل متميز من العاملين بقطاع الإعلام والمعلومات بالوزارة، فالناجحين – وهو منهم – محاطين دوماً بأشخاص ذوي قدرات ومهارات تعلموا منه كل جديد، سواء في الابتكار أو استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة التي تسلح بها فريق عمله.

سنة الحياة هو التغيير ..وأن لم يكن هناك بد، فإننا نتمنى له حياة جديدة سعيدة مملوءة بالنجاح كما كان دوما، ونحن دائما موجودين معه..
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *