22 نوفمبر، 2024
أخبار مصر البترول مقالات

عبدالنبي النديم يكتب: «مجمع الخالدين» في مرمي نيران الإهمال والتهميش

اللغة العربية هى عمود الخيمة للهوية العربية، وأهم الروابط التي يعول عليها لتوحيد الأمة من الخليج إلى المحيط، فاللغة العربية هى سجل وديوان تاريخ العرب منذ العصر الجاهليّ، وهى معجزة القرآن الكريم التي نزل بها الأمين جبريل على رسول الله صل الله عليه وسلم، فأضفى الله عزوجل عليها القدسية والعناية الإلهية، في قوله تعالى «وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» صدق الله العظيم.
لكن يبدو أن اللغة العربية تعاني في العصر الحالي ممثلة في مجمع اللغة العربية الناصح الأمين عليها، لقلة الموارد نتيجة الإهمال والتجاهل من المسئولين بوزارة التعليم العالي، ضاربين عرض الحائط بأهميتها للأمة العربية قاطبة، وليس لمصر فقط، ليضطر مجمع اللغة العربية «مجمع الخالدين» إلى تحويل الدورة التسعين لمؤتمره السنوي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا، إلى عقد المؤتمر «أون لاين» عبر شبكة الأنترنت، في تصريح لرئيس المجمع الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ، الذي ذكر في تصريحات صحفية أن المؤتمر كان مهددا بالإلغاء، لعدم توافر الموارد المادية فبعد أن كان يتم الدعوة لجميع أعضاء اتحاد المجامع العربية للمشاركة والمعاملة بالمثل لنفقات السفر والإقامة، أرسل المجمع خطابا بأن المشاركة للراغبين من الأشقاء العرب ستكون على نفقة الأعضاء الخاصة.
فعلى الرغم من أن مجمع اللغة العربية يتسم بالاستقلالية في إدارة شئونه، إلا أنه يتبع وزارة التعليم العالي إداريا كحلقة وصل مع مجلس الوزراء، ومع صدور قرار مجلس الوزراء بترشيد النفقات في الوزارات والهيئات الحكومية، لم يميز المسئولين الأهمية القصوى التي يمثلها مجمع الخالدين للغة العربية في حفظ الهوية ورمز القومية العربية، فكيف لمؤتمر بأهمية مؤتمر مجامع اللغة العربية، يدخل في دوامة ترشيد النفقات، وكيف لمسئولةيقف حجر عثرة أمام مؤتمر يعقد سنويا منذ أكثر من تسعين عاما.. رسالة إلى وزير التعليم العالي، إن قرار تحويل مؤتمر اللغة العربية السنوي إلى أون لاين، نذير خطر على اللغة العربية، وخطوة تتبعها خطوات أخرى قد تجور على أهمية مجمع اللغة العربية في الحفاظ على الهوية العربية، فبدلا من السعي لتوفير الموارد المادية التي يعاني منها مجمع اللغة العربية، أمعنت الوزارة في إهمال طلبات المجمع، الذي يعد المرجع الأول لمجامع اللغة العربية في مختلف الدول خاصة الدول العربية، بما يضمه من قامات لغوية عملاقة تلقى الإحترام والتقدير من كل الدول.
فاللغة العربية ترتبط إرتباط وثيق بالهوية التاريخية والحضارية لكل عربي، يجب العمل على دعم هذا الإرتباط بقوة، خاصة بعدما تعرضت له اللغة العربية من محاولات تغريب مستمرة، ومخاطر حقيقية تتمثل في الغزو الثقافي الأجنبي، وانتشار اللغات الأجنبية الأخرى بين سطور اللغة العربية، وظهور بعض الدعوات الشاذة التي تدعوا إلى التخلي عن اللغة العربية، إضافة إلى تفشي الأخطاء اللغوية والعامية، مما يتطلب الوعي الكامل بخطورة هذه التحديات على الهوية والثقافة العربية.
رسالة إلى كل من يهمه أمر اللغة العربية .. «مجمع الخالدين» في مرمي نيران الإهمال والتهميش مع سبق الإصرار، وتضييق الخناق ماديا علي علماء اللغة الإجلاء أعضاء المجمع، الأمناء على الحفاظ على الهوية العربية، ليحيد عن الهدف الأسمى لإنشاءه، وهو الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، حتى لا يستمر مسلسل انهيار اللغة العربية بين أهلها والمخاطر التي تواجهها والحفاظ على سلامتها من الألفاظ والتراكيب العامية قبل الهجوم الغربي الشرس على هوية اللغة العربية، ببحث القضايا اللغوية ووضع المصطلحات العلمية واللغوية، وتحقيق التراث العربي، انقذوا اللغة العربية من براثن وحجة ترشيد النفقات، ولا ننتظر أن تأتي إحدي الدول العربية الشقيقة لتتولي الإنفاق على مجمع اللغة العربية المصري بكل قيمته وقاماته وأهميته للحفاظ على هويتنا العربية..
وللحديث بقية .. ما دام في العمر بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *