عشق الحقيقة له ثمن باهظ علي من يبحث عنها ويريد لها الاستبانة، قد يقاطعه صديق حميم، أو يغضب منه من حوله أو يكرهه بشدة من تصدمه الحقيقة بواقعه البائس وعجزه عن قيامه بواجبه.
ولكن هذه الحقيقة ليست وليدة اليوم ولا هي حديثة عهد، ولكنها تمتد في التاريخ الإنساني. ولعل ما تخبرنا به كتب السماء عما فعله الناس مع الرسل والأنبياء لخير دليل علي ذلك.
كرس عالم كبير جهده وحياته ليبتكر تلسكوبا فريدا تمكن به من إثبات كروية الارض، وكان الاسكندر الأكبر قبله قد غزا العالم الشرقي وامتلك ثرواته، ولكنه عاني ومرض ومات مع جيشه باحثا عن نهاية الأفق من فوق جبال التبت. كان يبحث عن نهاية الأرض في سيبريا وما أخبره به أستاذه سقراط.
هذا العالم الجليل الباحث عن الحقيقة التي يعرفها الطفل الآن ويراها بعينه بكل وسائل وأدلة اليقين ، قد اصطدم بالكنيسة التي رفضت قوله وأصرت علي اتهامه بالكفر والإلحاد، في زمن كانت سلطة تدعي الألوهية فتحي وتميت، وفرضت عليه العزلة بديلا عن الحرق.
وقبل نهاية عمره ، أصيب بالعمي.
وكانت كلمته الشهيرة
«كيف يكون قدر الإنسان الوحيد في زمنه الذي شاهدت
عينه أبعد مما شاهد انسان ، هو أن يموت وهو لا يري كف يده»
ولكن. ألم تسمع عن عبث الأقدار !!!
