21 نوفمبر، 2024
مقالات موسوعة وأبحاث الطاقة

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: مستقبل البترول والغاز في مصر والعالم

من حوالي 30 سنه كتبت مقال نشر في مجلة البترول المصريه عدد مارس – أبريل 2001 وكان بعنوان جابكو وصناعة الغاز ، وفي هذا المقال تعرضت لمستقبل صناعة الغاز في مصر والعالم.

كان وقتها الغاز في مصر والشرق الأوسط لم يكن له قيمة وكان اعتماد الناس في المنطقه وأفريقيا كلها علي السولار والمازوت كمصادر وقود أحفوري للطاقه.

لأني كنت شاهد علي فرص متعدده لتنمية حقول غاز تجارية ووقتها كنا خلصنا من تشييد مشروع ترانس جلف لانتاج الغاز الطبيعي وضخه في الشبكة القومية ثم تبعه مشروع ناجح لحقل حابي البحري لانتاج الغاز الطبيعي من مياة المتوسط الضحلة ، ووقتها كانت شركة ويبكو قاطعه شوط جيد في تنمية حقول غازات طبيعية في الدلتا وشواطئ المتوسط بحرياً وكان المشروع يسير بحرص وهدوء دون استعجال فرقعة ونتائج لان خبراء البترول الحقيقيون لا يأمنوا شر الإعتماد علي الغاز كمصدر هام أو كمحور لنهضة قطاع الطاقة.

لذلك لم ينجلي علينا الدعاية  الصارخة  عن حقل ظهر والدعاية التجارية التي سوقت لها إيني لبيع مشروع أجيب AGIP القديم في مناطق امتياز بتروبل والمعروف من 35 سنه انه يحتوي علي فرص في المياه الضحلة حتي قامت شل العالمية باللعب في المياه العميقة واكتشاف الكنز اللغز في مشروع ناميد السري للغايه؟ طبعاً قصة تنمية حقل ظهر وما صحبها من تهويل ودعاية انخدعت فيها مؤسسات الدولة لدرجة الإستدانه وشراء محطات توليد كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي ما عادت سر وأنكشفت للعالم كله ولكن؟

هل يعني ذلك إنتهاء الحلم المصري المشروع من الاكتفاء الذاتي لتوليد وقود الطاقه؟

الاجابة ذكرتها بإسهاب مع صديق قديم محصل الغاز من 25 سنه قبل سفري للعمل في الخارج ويعلم اني بتاع جاز زارني اليوم لدفع الفاتورة وأخذ القراءة الجديدة وسألني بقلق.

“هو أيه الحكايه ويا تري هاينقطع عيشنا في خلال كام سنه زي ما  يتردد؟”.

طبعاً أنا أبتعدت تماما عن المجال ده وريحت دماغي ولا يعرف من جيراني تخصصي إلا عدد قليل جداً من المقربون ولكن القلق اللي لمحته في عيون الرجل حفزني لاستعادة ذكريات الماضي ورددت عليه سؤاله بطمأنه مشروطه لعودتنا للحلم واللي من وجهة نظري واقع بشروط تنفيذيه وخططيه تبدأ من وزارة البترول وشركاتها وهيئاتها القابضة.

اليوم عرفت انها شركات قابضة علي جمر من نار مدافع مصوبه للعاملين فيها تلاحقهم وتتهمهم بالفشل ولكن بكل أسف كعادتنا في مصر نترك ال…. ونمسك في ال…….. ونعلق عليها فشلنا.

جميع العاملين والمهندسين في قطاع البترول ضحايا لقرارات خاطئه لمسئولين في القطاع والدولة تعاملوا مع ملف البترول والطاقه بالقطعة ولطالما تعاملت مؤسسات الدوله مع الملف كمجرات سماوية منفصله تدور حول أرض الواقع بقوة انعدام الجاذبيه؟

من كلامي مع صديقي محصل الغاز أن اعتمادنا علي الغاز المنتج من المياه العميقة سيزيد من الامنا وديوننا بلا فائدة والاهتمام والدلتا والصحراء الغربية  والمياه الضحلة علي شواطئ المتوسط هي حصان طروادة لكسب التحدي.

انسوا زمان وتكنولوجيا زمان وعك زمان. هل يعلم القاصي والداني ان حقول ويبكو البحرية القديمة لانتاج الغاز لا زال بها غاز تحت محطاتها البحرية يعيق انتاجه تشابك مواسير الانتاج تحت المحطات ويمنع دخول اجهزة الحفر والصيانة لاستخراج المتبقي من غازات؟ المعرفة والخبرات موجودة اليوم ولكن لا يزال رأس المال الجبان يسيطر علي فكر مسئولي الدولة ولا يزالوا ينتظروا المستثمر الشجاع اللي نجيبه نستغفله ويشيل لواحده المشروع من أوله لآخره ولو ربنا كرمه وانتج كميات تجاريه نقفز في الصوره ونستحوذ علي البرواز وناخد غازاته ولما ربنا يكرمنا نبقي نسدد له تمن حصته ومصروفاته ويحمد ربنا اننا منحناه الفرصة يعمل في أم الدنيا.

تفاؤلي مبني علي عقول شابة متدرببة وفاهمة بيزنس صح وربما تجيد فنون التسويق والتفاوض ترجع ثقة المستثمرين وننهض من جديد ولكن نلعب في المياه الضحلة،، لأن مشاريع المياه العميقة ملعب صعب جداً وعاوز إمكانيات هائلة جداً تمتلكها الشركات المتخصصة والتي تملك عباءة مالية تتهرب منه اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *