10 نوفمبر، 2024
أخبار مصر

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: أستاذ المجال .. وعش دبابير قطاع البترول

الشيخ عبد الصمد القرشي وابن عمه الشيخ أنس القرشي كان عندهم منتج اسمه زيت «عطر ورد الطائف» وده اكتشفته عندهم أول الألفية وعجبني جداً!

وواظبت علي استخدامه وأنا في أدكو أبو ظبي، واستمر معي عندما انتقلت عُمان وكنت أطلبه منهم في متجرهم بالعريمي، واكتشفت أن من يشاركني عشق هذا العطر كبير عائلة بهوان صديق المسجد وأحد أثرياء السلطنة المتواضعين لله، تذكرت العطر وأنا أفتش في مخزن الذكريات اللي احتفظ به مع مجموعة عطور عربية ودهن عود مبخر ومعتق كمبودي من 25 سنة تقريباً لدرجة أنه تصلب وعاد لأصله.

ووجدت مع العطور شهادات التقدير وإجادة عملي ومكافآتها السخية كانت كافية إني أشتري بها كل ما هو جديد من عطور عند أكبر 3 متاجر للعود في شبة الجزيرة لأشبع متعتي بعشق العطور.

المهم تذكرت حديث جمعني بالشيخ بهوان والشيخ وزير المواصلات العماني الأسبق خارج المسجد ونحن ندردش بعد صلاة العشاء عن النفط وصناعته والاستثمار فيه وهل هو أفضل وآمن أم تجارة السيارات أو التطوير العقاري وبناء القري والمدن.

وبالمناسبة عائلة بهوان ما شاء الله ربنا طارح لهم البركة في الرزق وعندما يتحدثوا في أمر فهم لا يضيعوا وقت وكان كبيرهم بعد وفاة أخيه سعود فَطّن وذكي جداً ما شاء الله.

كان في ذلك الوقت السلطنة فيها شركة نفط واحدة وهي تنمية نفط عمان وكان شركة دليل للنفط فكرة تبزغ للنور. عندها أجبت الجمع بالذي أفهم فيه وهو صناعة النفط والغاز أما السيارات والعقارات فليست مهنتي ولا أعرف فيهم وهو كان أستاذ المجال ده.

وقتها قلت ” البلد فيها شركة استكشاف وحفر وانتاج نفط واحدة؟ نعم تفوق احتياج السلطنة وتكفي تصدير يعود بدخل ينعش موازنة البلاد ولكن الوضع لن يستقيم لأنها مخاطرة”.

فشركة واحدة تعني إدارة وشريك أجنبي واحد وعقلية واحدة واستراتيجية واحدة لو اهتزت اختل الوضع ولو هناك خسارة ستكون كارثية.

ودللت علي وجودي بينهم في مسجد أسماء بنت علوي للصلاة أنا وغيري من الزملاء علشان نكافح كارثة ألمت بالشركة وانهيار الانتاج من 850+ ألف برميل يومي إلى مستوي 560-ve والمنحني مستمر في النزول بمعدل مخيف نتيجة استراتيجية إنتاج قديمة. والحمد لله شل الهولندية وقتها لحقت نفسها وغيرت استراتيجيتها في الإنتاج بسرعة لتجاري تطور الأمور.

حالياً مستوي الانتاج اليومي بعد 23 سنة من شركة واحدة يدور حول 600 ألف برميل نفط يومياً وهذا انجاز كبير يحسب للعمانيين.

ربطت كل الأحداث ببعضها من احتياج العرب لخبراتنا ومنحهم لنا عقود عمل مريحة تُخرج من عقولنا أجمل ماعندنا لنحافظ معهم علي انتاجهم ونشتري ما يمتعنا (ورد الطائف) ونتبادل الخبرات ويستفيد الجميع. تركت الشيخين وقتها ولا أعلم هل اهتموا بنصيحيتي ام تركوا السوق للمرحوم محمد البرواني وأولاده وفقهم الله.

سلطنة عمان اليوم فيها اكثر من 6 شركات متخصصة جميعها من رحم و بسواعد خبرات PDO وعشرات من شركات الخدمات النفطية يديرها عُمانيون متميزون ودماغهم كويسة لذلك انا ما أقلق عليهم أبداً.

طريقة التعامل والاحترام واعطاء الأجير أجرة قبل ان يجف عرقة لها مميزات خفية ترسي أسس يستمر مفعولها عشرات السنوات.

تذكرت ماحدث للسلطنة وكارثتها النفطية اواخر القرن الماضي وقارنتها مع كارثتنا الغازية والنفطية المستمرة للعقد الثالث وواضح انها مكملة معانا لأنة لايوجد إرادة لتغير إستراتيجيتنا وتواضعنا ورضوخنا للأمر الواقع.

الحلول فعلاً موجودة وحلول علمية مؤكدة ومجربة ولكنها ليست مشكلة حلول ولكنها مشكلة إدارة مخاطر وتخطيط.

ربنا يصلح الحال ويولي من عنده الشجاع الذي يقتحم عش الدبابير ويسرح أو يريح اللي ضيعوا قطاع البترول. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *