كمحامية.. تعلمت إن قضايا الأُسرة مش مجرد أوراق تُعرض في قاعة المحكمة، لكنها حكايات ناس.. بيت كان عامر، وحديث كان دافئ، وقلوب وصلت يوم لمرحلة الانكسار.
يمكن علشان كده أغلب جلسات الأُسرة بتكون سرّية أو في المداولة، لأن القانون نفسه بيحترم ما تبقّى من قدسية البيت،
وبيحاول يصون الخصوصية حتى لما العِشرة تنتهي.
كأنه بيقول: الخلاف مش مبرر للفضيحة.. في القاعة، القاضي بيسمع في صمت، الوجوه ساكتة، والمشاعر مختبئة بين السطور، وكل كلمة بتتقال بحساب.. لأن المقصود مش الانتصار، بل الإنصاف، والمطلوب مش الندم، بل الستر.
لكن لما أفتح التلفزيون.. وأشوف الأسرار اللي القانون بيحميها، بقت تُحكى بمنتهى الجُرأة على الشاشات،
والبيوت اللي المفروض تُصان بقت مادة “تريند” للضحك والجدل والمشاهدات، بحس إننا بعدنا قوي عن الحكمة والحياء.
في وجع لازم يفضل في صمته…
علشان ما يتحولش لسخرية.
وفي حكايات مكانها جوه البيت، مش قدام الكاميرا.
القانون بيحمي العلاقة بالستر،
لكن الإعلام — للأسف — بقى يهدمها بالصوت العالي.
الستر مش ضعف، والصمت أوقات بيكون أعظم من ألف تبرير.
لأن اللي يُقال علنًا… ما بيرجعش.
واللي يُكسر أمام الناس… صعب جدًا يتصلح في الخفاء.
فاحترموا بيوتكم… واحترموا أنفسكم،
لأن القضية مش دايمًا أمام القاضي،
أحيانًا بتتحاكم في ضمير كل واحد فينا.

